بقلم | أ . د. مبارك بن سعيد ناصر حمدان لو تأمل الإنسان في حال الجزيرة العربية قبل عشرات السنين أي قبل توحيد المملكة العربية السعودية ، ولو أتيحت له الفرصة لمقابلة عددٍ من كبار السن الذين عاصروا تلك الحقبة من الزمن لاندهش من الوضع المأساوي السائد الذي اتسم بمظاهر مرعبة من الفقر والجوع والمرض والخوف والصراعات التي كانت بين القبائل والعشائر. ولكن بعد توحيد هذه المملكة المباركة ، وما بذله الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله من جهود مخلصة أرسى من خلالها دعائم الدولة ، وقضى على كل تلك المهددات للتنمية والاستقرار حيث قضى على الفقر والجهل والمرض ، وجمع شتات تلك القبائل المتناحرة ، ووحد أطراف الجزيرة العربية المترامية ، فساد الأمن والاستقرار والطمأنينة ، وأمن الناس على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم. ولذلك فإن الأمن من أهم الأولويات لكل مجتمع أفراداً أو جماعات. ولا يمكن أن تستقيم أمور أي دولة أو أمة بدون توافر الأمن. بل إنه يعد من الحاجات الرئيسة التي يؤكد عليها علماء الاجتماع وعلماء النفس. ولقد ورد ذكر الأمن في مواقع عدة في القرآن الكريم. قال الله تعالى:” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ” سورة البقرة وقال عز وجل: ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ” سورة إبراهيم كما قال الله سبحانه وتعالى:لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿١﴾ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿٢﴾ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴿٣﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴿٤﴾ سورة قريش قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ” تخيل أنك ترغب في النوم .. وهناك أسدٌ شرس يحاول اقتحام غرفتك ..!! تخيل أنك تريد إنجاز أمرٍ ما أو مهمة ما .. وهناك أعداء يتربصون بك ويتابعونك أينما ذهبت ..! تخيل … وتخيل … وتخيل …. تابع أخبار العالم من حولك ..وسجل مشاهداتك في قائمة .. الأمن نعمة لا تقدّر بثمن الأمن كنز ثمين كلٌ يرغب في الحصول عليه ” مجتمعات .. دول .. أفراد .. ” بالأمن نعمل .. بالأمن ننجز .. بالأمن نبدع .. بالأمن نحقق المستحيل .. بالأمن تستقر النفوس ، وتهدأ العيون ، وتبدع العقول . بالأمن يتمكن الإنسان من التخطيط السليم والمشاركة في التنمية بصورة إيجابية . بالأمن تتحقق الرفاهية والحياة الهادئة و الاستقرار النفسي و الاجتماعي . بالأمن تتوحد الجهود ، ويعمل الناس كفريق عمل متكامل كل يقوم بدوره كما يجب. بالأمن يعيش أفراد المجتمع أمة واحدة ، وشعب واحد ، ووطن واحد ، أهدافهم واحدة وتوجهاتهم نحو العيش بسلام والمساهمة في تنمية وطنهم. وبلادنا بفضل الله تنعم بأمن وأمان وارفين قلّ أن يوجد مثيله في بلدان كثيرة. فهلا أدركنا هذه النعمة وحمدنا الله عليها وكنا عوناً لقادتنا ودولتنا وقواتنا الأمنية والمسلحة على المحافظة على أمن وطننا بل يجب أن نكون جميعاً رجال أمن نذود عن بلادنا ونقف في وجه كل حاقد متربص ، كما يجب ألا ننصاع خلف الإشاعات والشائعات الزائفة التي يروج لها من يكيدون لبلادنا. يا رب أدم أمننا واحفظ قادتنا وبلادنا وانصرنا جنودنا ورد كيد الكائدين في نحورهم.