إجراء التغيير في أي مجتمع يحتاج الى قيادات من نفس البيئة، والتغيير المقصود هنا هو ذلك الإيجابي الذي يصب في تطوير المكان والإنسان وليس السلبي الذي يحدثه غالباً اصحاب النوايا السيئة أو من يتسيدون مجتمعهم وهم جهله. والحديث عن طريب الجزء الجميل من بلادنا الغالية الذي أصبح حالياً من أكثر المناطق أهمية بالمنطقة الجنوبية وليس فقط بمنطقة عسير لعدة اعتبارات، فإن هذا المكان حدث به تغيير كبير وتطور سريع بعد فترة طويلة من التجمد والتراجع الذي كان سببه غياب قادة المجتمع الأكفاء الذين يحملون هم المكان والإنسان كجزء من المنظومة الوطنية التنموية التي اوجدتها الدولة وتدعو إلى استثمارها بالتشارك مع المواطن الذي يشكل الرقم الأول في المعادلة.
هذا التطوير الكبير الذي قامت به الدولة بطريب مؤخراً رافقه بالتوازي تغيير في التفكير افرز بدوره نُخب محلية مختلفة ومُبادِرة للعمل بلا مقابل، ثلة من شباب ورجال طريب تحملوا مسؤولياتهم وقد عانوا في سبيل ذلك الكثير من التعب والانتقاد وتعرضوا لمضايقات معنوية ونفسية سعياً لإفشال تأثيرهم المجتمعي القيادي، لكن ذلك زادهم اصراراً للسير نحو النجاح وخدمة بلادهم ومجتمعهم. وللحق فإن صحيفة (الرأي) الطريبية الوطنية كانت هي الفارس والأبرز لهذا التحول وهذا الفكر المجتمعي المتقدم الذي لم يتوقعه الكثير ولم يعجب ايضاً الكثير بدايةً. ولم أعد اتذكر إلاّ القليل من كلام الزميل والأخ جبران بن فايز آل ناجع “ابو حسين” حينما كان يطرح رؤية فكرية اعلامية واجتماعية حين كنا نلتقي في صرح الوطن الشامخ قيادة القوات الجوية بالرياض، وكنت في غاية السعادة لذلك الطرح وأبعاده ولكن لم استوعب حينها أن تلك الرؤية ستتحول الى نجاح كبير مؤثر تفرع عنه لاحقاً نجاحات أخرى، لكنه التوكل على الله ثم التخطيط والصبر والكفاح المستمر.
وحين نستعرض جزء من نجاحات بعينها في طريب فهذا ليس تحيزاً ومعاذ الله ولكن حتى يعلم ابناءنا أن القيادات بشكل عام لا يصنعها النوم والملذات ولا بالتمنيات وإنما بالقول الذي يتبعه الفعل والتضحية بكل مايمكن ثم الصمود لمواجهة المُحبطين وأصحاب المصالح الضيقة.
ونحن نتحدث عن القيادات ودورها فيكفي طريب إعتزازاً أن صحيفة الرأي التي أسسها ونهض بها شقيقين من ابناءه، هي الوحيدة بالمملكة والخليج التي بادرت وخصصت زاوية دائمة ولا تزال بمسى “صوت العاصفة” لغرض إسناد عمليات عاصفة الحزم العربية المجيدة، هذه العاصفة السعودية التي عصفت بأعداءنا وكسرت مشاريعهم الاستعمارية الخبيثة، وهذا جزء اعلامي فقط ضمن تأثير ايجابي احدثته صحيفة الرأي على مستوى طريب وضواحيها أولاً ثم المنطقة وكل بلادنا، وفي هذا السياق أشير الى جهد وترحيب وإصرار رئيس التحرير الأخ سعيد بن فايز آل ناجع على إنشاء هذه الزاوية لإستشعاره بأهمية الحدث ودور الاعلام في ذلك، وهذا بكل صدق يدل على أن هناك شباب وطني يحمل الهم ويستشعر المسؤولية.
وعوداً على بدأ وللشباب، فإن قيادة أي عمل إجتماعي ناجح يتطلب التجرد من شوائب الماضي ويتطلب الإطلاع الشامل بالقراءة والمعرفة ثم التفكير بمنطق الجماعة وليس الفرد.
واخيراً فإن هناك شباب رائع ينهض بإدوار موفقة بطريب وخارجه ويساهمون في التنمية والبناء وخدمة المجتمع وما استشهادي بصحيفة الرأي إلا لأنها قائد مجتمعي إعلامي معرفي تمكنت من احراز النجاح ولا تزال، وللآخرين من الرجال والشباب وبناتنا الاحترام والتقدير على جهودهم الإجتماعية والرسمية التي إن استطعت الإلمام بها فيشرفني الإشارة إليها عبر حديث السّحر بالرأي صحيفتكم.