بقلم | د. حياة الهندي القاعدة تقول : تحمل أنت نتيجة أخطائك! ولا تلقي باللوم على الآخرين ! نعم لابد أن نتحمل، ولابد أن لا نلقي باللوم على الآخرين، بل لابد أيضًا أن نتلمس لهم العذر! دائمًا ماكنت أقول بيني وبين نفسي حينما تعصف بي زوابع المحن وتقلعني كأعجاز شجرة فل منقعر: الناس من حولي تدفع ثمن أخطاء ذنوبها ، وأنا أدفع ثمن طهري ونقاءي! وحدي بكيت، وحدي حزنت، ووحدي مرضت وعانيت، ووحدي كتبت للناس حروفًا من أمل، وعالجت جراحاتٍ وسقم! لكنّ في لحظة وهي لحظة وعيت وعرفت ماكنت به جاهلة! وكانت المعرفة هي أكبر فجيعة وأكبرطامة! وتناثرت الأوراق أمامي كالنوارس تتراقص في مواكب ساحرة، عرفت تلك، وفهمت تلك، وأدركت نية ذاك، واكتشفت كل الحقائق المستترة، وضحكت على نفسي مرة وعليهم ألف ألف مرة، ووقفت على الشاطئ أحلق بأفكارمسافر، أدغدغ الأحلام، وأقدس المشاعر وسألت نفسي ثلاثمائة وستون سؤالا؟ ماالخطب حياة؟ ماالذي ستقدمين عليه؟ ما الذي قررتي أن تفعليه؟ فكرت، وفكرت ، وفكرت وفي بوتقة تفكيري غبت عن عالمي وضاع مني حدسي وتقديري فتزحلق جسدي على الماء، وضرب رأسي بالحديد وسالت الدماء، ووقفت بعزةٍ وإباء ولوحدي ذهبت أخيط مافُتح في الدماغ والمحلول المغذي بيدي، والدمع يتناثر من مقلتي! حياة أفيقي مازلتِ في غباواتك تمرحين! ماالحل يكون؟ اضحكي بكل جنون، البشر من حولنا إلا من رحم عابثون، اعتادوا أنّ من لا يشكون ولا يتكلمون أقوياء لا يشعرون، ولا يبكون، ولا يتألمون! كوني كما أنتِ، اضحكي بملء فيك، وانظري إليهم، واستمعي لهم واقرأي لهم ، وعلميهم ، وكوني أنتِ كما أنتِ لكن عرفيهم أنّك فهمتيهم، وعرفتي من هم؟ وأنّك الآن في الدولايب صففتيهم كما ينبغي لكل واحدٍ فيهم، واضحكي على نفسك المخدوعة كانت يومًا بهم وتُعليهم! هناك من يمزقك وهناك من يرقعك هناك من يقسو وهناك من يحنو هناك من يبكيك وهناك من يسليك هناك من ترجوه وهناك من يرجوك هناك من تحبه وهناك من يحبك فتعلم أنت أن تكون راقيًا لكن لا تكن غبيًا، فالرقي حضارة لا تليق بالجميع، كن راقيًا مع من يستحق، ومن لا يستحق غادره سلامًا. تعرف على كل مارقٍ يخطو على عتبات حياتك، فلربما يريد أن يدوسك ويهتك أضلاعك، وربما يريد أن يحلق بك لأحلامك، فكن ذكيًا أريبًا، وانتبه لسقطات اللسان، وزلات البنان، ولغة الجسد، وقوله عنك في الغيب، وردات فعل من منه قريب فهو يكشف لك نواياه ، واختبره في الملمات والنكبات، وقبل ذلك كله اصنع مجدك فمهما آذوك، تألقك ونجاحك يدافع عنك، ويذر التراب في عينهم، وأنت خادر سادر في مضجعك، ولن يكون نجاح ولافلاح وأنت عند الله خاسر، فهو حسبك وهو يتولى أمرك ، ولاتنفق في مشاعرك بإسراف وكن كما علمك مولاك قال تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا (67) الفرقان