بقلم | أمل الشمري أنزل الله سورة الشعراء بإعتبار أصحاب هذه الملكه،من أقوى وسائل التأثير آنذاك فالشعر في تلك المرحلة يقوم مقام الإعلام في وقتنا هذا ..ويعود ذلك كُلُّه إلى الفصاحة والبلاغة التي كان يتمتّع بها أهل الجزيرة العربيّة، ان الشعر نوعٌ من أنواع الجهاد بالكلمة،كما أنّ هناك العديد من الشعراء قُتلوا بسبب أشعارهم، هم قوة لايستهان بها على الصعيد الاجتماعي،وعلى الصعيد النفسي يقال أن الشعر مسعى روحي ، يمنحنا فرصة التعافي من خلال عبقرية إستغلال اللحظات الداخلية بمشاركة الرؤى، والمواقف ،والصور ،حتى تخلق في الشاعر دفقةً إبداعيه تنتج من اللاوعي، أو كما يسميها “رولو ماي ؛غشية النشوه “. فسلاسة الإبداع هي القدرة على الانتقال من قمة الواقع الى قمة اللذه ، و الشاعر يتعافى فور إنهاءه القصيده، محولاً تلك الصراعات، الى لوحة إبداعٍ تلامس أرواحنا،حتى تعالجها ،وكأنه مثلما قال العقاد ” والشاعرُ الفذُّ بينَ الناسِ رحمن ُ”.. و تماشياً من مقولة ابو منصور الثعالبي رحمه الله أن : “أشعَرُ الناسِ مَن أنتَ في شِعرِه”.. يسعدنا أن نتناول شخصية شعرية لطالما وجدنا أنفسنا معه في جميع ماتناول من موضوعات شعرية ، هو شخصية تؤمن ” بفكرة التخريب” او مايسميه فكرة العبث ، و يرى أن الشعر مصنعاً لإنتاج الجمال من خلال العبث باللغة او تخريب العلاقات القائمة بين المفردات، يقول : أسميها كسر الألفة اللغوية القائمة بين الكلمات و الإتيان بتراكيب لغوية جديدة بعد هدم التراكيب الجاهزة المعلبة. شاعرنا اللذي قال : بعضي تبرأ من بعضي مكابرة يا جاسم الروح شيع جاسم الطين ••• لم يولد البعض من أمشاج قافيتي إلا انطوى البعض من أمشاج تكويني
و لأن الشعر العربي لا يموت فقد عاد لنا بقوة على هيئة جاسم بن محمد الصحيّح حيث يرى كثيرون أنه إنتصر للشعر العمودي رغم قوله انه لا زال يسعى إلى « الانحراف عن الأسلاف وليس إلى إكمالهم».. *تمت الترجمة للشاعر في عدّة معاجم وموسوعات عربية.. على سبيل المثال لا الحصر: 1) معجم البابطين للشعراء العرب 2) أنطولوجيا الأدب السعودي 3) الموسوعة الكبرى للشعراء العرب 4) التجربة الشعرية في المملكة العربية السعودية.. شهادات ونصوص. نالت هذه الشخصية جائزة عجمان للإبداع الشعري للمرة الرابعة على التوالي عام 1422ه. -ونال جائزة الشارقة لمدة ثلاث سنوات على التوالي. -كما نال شهادة الإستحقاق والتقدير في تخصص الشعر العربي برتبة العالمية بما يعادل دكتوراه الدولة عن ديوانه «اعشاش الملائكة» من جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة في بيروت وجائزة عجمان للشعر ثلاث مرات. وجائزة أفضل ديوان شعري في مسابقة البابطين للإبداع الشعري 1434ه عن ديوانه «ما وراء حنجرة المغني». وجائزة أفضل قصيدة من نادي أبها الأدبي مرتين على مستوى المملكة. -والأهم منها جائزة سوق عكاظ الدولية للشعر العربي الفصيح في دورتها الثانية عشر.
أتى وحطم تلك الرموز المتهتكة ، اللتي ابتدعت الشعر الحر بعد أن أعيتهم القصيدة العربية، فظلت لا تحمل مضموناً نظراً لضعفها البنيوي، فلم تكن سوى تجارب فجة، غير ناضجة، وربما مثيرة للسخرية، فكان من الطبيعي أن تعجز تلك النماذج عن شق طريقها إلى الشعر وكذلك إلى القارئ، فظلّت مجرد محاولات متعثرة لا أكثر ولا أقل، يقال أن الشاعر احمد ولد عبد القادر سأل رجلا من أهل البادية عن رأيه في الشعر الحر فأجابه : وكم من سمي ليس مثل سميه .!! بحجم ما أبصر مؤيدوا الشعر العمودي نوراً وفجراً بعد ماحقق الصحيّح من فوزٍ أعاد كل شيء إلى نصابه الصحيح ، إلا أنه وكما ذكر ا.محسن علي السهيمي ، لم يقف موقف المعارض للأشكال الشعرية الأخرى، وقال أيضاً : ” لو كُنتُ واثقًا من نفسي أنني سوف أكتب قصيدة نثرية جميلة لمَا تردَّدتُ في كتابتها».. هنيئاً لنا هذه الهامه هنيئاً لنا هذا العملاق شعراً،ثقةً وتواضعا، هنيئاً لنا جميعاً وهنيئاً للوطن.