أقامت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية احتفالية ثقافية بمناسبة توزيع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين في طبعته الثالثة التي أصدرتها المؤسسة أواخر شهر مارس الماضي. وقال رئيس مجلس أمناء جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الشاعر عبدالعزيز البابطين في كلمته في الاحتفالية إن هذه المناسبة تأتي احتفالاً بانجاز متقدم من انجازات مؤسسة البابطين في مسيرتها المتواصلة خلال ربع قرن من الزمن. وأضاف أنه التزاماً من المؤسسة بواجبها القومي أعلنت عن مشروعها الثقافي الكبير والرائد، وهو إصدار مجموعة من المعاجم تحيط بالإبداع الشعري على اتساع امتداده الزماني والمكاني منذ عصر ما قبل الإسلام وحتى العصر الحالي. وأكد ادراك المؤسسة منذ انطلاقها أهمية المعجم الشعري وضرورته في الحفاظ على الذاكرة الشعرية مشيراً إلى اصدار الطبعة الثالثة من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين. وأوضح أن المؤسسة بدأت في عام 1991 مشروعها بإصدار معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الذي ضم بين جنباته الشعراء العرب الأحياء حيث صدرت طبعته الأولى في عام 1995م. وأضاف أن مؤسسة البابطين للإبداع الشعري أصدرت بعد ذلك معجمها الثاني المتمثل في (معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين) وذلك في عام 2008 والذي أحاط بالشعراء العرب المتوفين في العصر الحديث. وكشف البابطين ان المؤسسة تعكف حالياً على اعداد (معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات) والذي يحاول أن يستقصي الفعاليات الشعرية في العصر الوسيط لتنجز بذلك مؤسسة البابطين نصف المهمة في مشروعها الثقافي الكبير. وحول المعجم الحالي الذي يحتفل به قال ان الشعراء في المعجم الجديد كتبوا سيرهم الذاتية بأنفسهم واختاروا القصائد التي رغبوا في أن تكون عنوانهم في الإبداع الشعري معتبراً أن هذا المعجم حقق وحدة الشعر العربي متجاوزاً كل التقسيمات والانقسامات فضلاً عن تحقيقه الديمقراطية الشعرية في أفضل صورها. وأوضح أن الطبعة الأولى من هذا المعجم ظهرت في العام 1995م وضمت 1640 شاعراً في ستة مجلدات كما صدرت الطبعة الثانية له في عام 2002 لتضم 1946 شاعراً في سبعة مجلدات في حين صدرت الطبعة الثالثة هذا العام واقتصرت على الشعراء الجدد الذين اضيفوا إلى المعجم وظهرت هذه الطبعة في مجلدين. وقال البابطين ان هذه الطبعة من المعجم تقدم لها 746 شاعراً فيما أجازت اللجنة الفنية منهم 568 شاعراً يمثلون 25 دولة ليكون بذلك مجموع الشعراء في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين 2514 شاعراً. وأضاف أن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري حرصت على أن تبقى صفحات هذا المعجم متاحة لكل شاعر عربي من خلال إعلانها عزمها اصدار طبعة جديدة من هذا المعجم كل ثلاثة أعوام لتحتضن الاضافات الجديدة من الشعراء على أن تعيد اصدار المعجم كل عشر سنوات في طبعة تجمع فيها كل الإضافات المتلاحقة. وقال إن المؤسسة ستبدأ منذ الآن توزيع استمارات الطبعة الجديدة في مكتبة الإسكندرية وفي المراكز الأدبية والجامعات وعلى موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت. وأعرب البابطين عن خالص شكره لكافة الشعراء الذين شاركوا في هذا المعجم معرباً في الوقت ذاته عن شكره وامتنانه لمكتبة الإسكندرية ومصر على احتضانها لهذه الفعالية الثقافية. من جانبه قال محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي: إن محافظة الإسكندرية تسعى دائماً إلى الحفاظ على استمرارية هويتها الثقافية باعتبارها عاصمة الثقافة العربية والإسلامية. وأضاف المهدي خلال مشاركته في الاحتفالية إن احتضان مكتبة الإسكندرية لحفل توزيع الطبعة الثالثة من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين يعد إضافة ثقافية مهمة للإسكندرية بتاريخها ورؤيتها الثقافية. وأشاد بالجهود التي تقوم بها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين في سبيل الحفاظ على الشعر العربي وإثرائه فضلاً عن حرص مؤسسها الشاعر عبدالعزيز البابطين على تحقيق مشروعه الثقافي من خلال اصدار معاجم للشعراء العرب يحفظ من خلالها بقاء التراث والتاريخ والثقافة العربية.