بقلم | عايض بن محمد آل حامد مدير ثم وزير ثم سفير ثم وزير، أديب وشاعر وكاتب و روائي ، تولى عدد من الوزارات وعمل سفير لعدد من السفارات واجتمعت حوله القصائد وخرجت من بين أفكاره الكتب والروايات . غازي القصيبي أكاديمي بارز و وزير مميز سفير ودبلوماسي إداري ناجح شاعر وأديب كاتب رصين، أتعب الألقاب وهي تطارده و أتعب من بعده في السير على منهجه. ذهب وترك وراءه تاريخ حافل مشرف أينما حل أصبح النجاح حليفه والتوفيق رفيقه والإخلاص منهجه، تولى الوزارة وهو في ريعان الشباب، وتركها بعد أن انهكه المرض ونالت منه السبعين عاما ما نالت، مات وذكره موجود غاب وفكره حاضر. أقرت وزارة التعليم مؤخراً تدريس كتابه حياة في الإدارة ضمن مناهجها الدراسية في المرحلة الثانوية وهه خطوة مباركة تشكر عليها وزارة التعليم ولو أن تدريس مثل هذا الكتاب في المرحلة الثانوية قد يكون غير مجدي لأنه قد لا يتماشى مع قدرات وتوجهات وإدراك الطالب في هذه المرحلة و من الأفضل أن يقر ويدرس في المرحلة الجامعية لكي تكون الفائدة أكبر والنتائج أجم ويكون إدراك الطالب لما يحتويه هذا الكتاب أفضل وأكمل. كما أنه ورد في ذلك الكتاب بعض الأحداث والمواقف التي قد لا تتناسب مع هذه الحقبة من الزمن فلو تم تلخيص واختصار ما تضمنه هذا المرجع الإداري بما يتناسب مع هذا الوقت وهذا الجيل. وقبل أن يدرس هذا الكتاب في المدارس ليت الوزراء وكبار المسؤولين وصغار الموظفين يستفيدون من هذا الكتاب وما فيه من أحداث وقصص ومواقف جعلت من القصيبي وزيرا ناجحا وسفيرا بارزا وإداريا ناضجا . إن النجاح والتميز والإخلاص ينصف صاحبه ويفرض نفسه، ها هو القصيبي قد مات وها هو تاريخه ونجاحه وتميزه حاضراً حياً تدرسه الأجيال الذي سبق وان قال لهم القصيبي ( خدمت أبناء هذا الجيل أما أبناء الأجيال القادمة الذين لن يتاح لي شرف رؤيتهم أو خدمتهم فلا أستطيع أن أقدم لهم شيئاً سوى قصة هذه الخدمة ) وكأنه يعلم أن كتابه سوف يدرس في المدارس و تنهل منه الأجيال، القصيبي الوزير والسفير والأديب، خدم جيله بالعمل المخلص والعطاء واليوم ها هو يخدم الأجيال التي بعده ويقدم لهم خلاصة ما بذله من جهد وفكر ونجاح وإنجاز.. رحمك الله يا أبا يارا