انطلقت أمس فعاليات ملتقى “دور الأسرة في حماية الأبناء من الإنحرافات الفكرية” الذي ينظمه مكتب الدعوة والإرشاد بأبها، وذلك من الساعة الرابعة والنصف وحتى التاسعة مساءََ في نادي الحي بالإبتدائية 26 بحي النميص بأبها ويستمر لمدة يومين بعدد من الجلسات والأوراق المطروحة . وبدأت الجلسة الأولى رئيسة الجلسة أ/ حليمة عبد الله العزاني بإلقاء التحية والترحيب بالضيوف وبعد ذلك بدأت أ/فاطمة علي الشهري بإلقاء كلمة الملتقى ثم كلمتها حيث توجهت بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا الملتقى وشارك بالحضور وبعد ذلك بدأت الجلسة الأولى بعنوان (مسؤولية الأسرة في تعزيز قيم الانتماء والمواطنة) قدمتها د/ سلطانة عبد الله المشيقح . وقالت أن الأسرة هي المسوؤلة عن تربية الأبناء كما قال رسول الله صل الله علية وسلم (كلكم راع وكلاً مسؤول عن رعيته) كما لابد أن يكون الآباء والأمهات قدوة حسنة لأبنائهم وثم يأتي بعد ذلك التعزيز لهم وشكرهم والثناء إذا أحسنوا التصرف والعقاب والعتاب إذا تصرفوا بطريقة سيئة والمراقبة لسلوك الأبناء وتكون المراقبة داخلية وخارجية حتى تتأكد بأنه فعل ما ارشدته إليه بشكل صحيح. وأضافت أنه على قدر التزامهم بأخلاقهم و سلوكهم الحسن داخل المنزل سيكون كذلك خارج المنزل وأيضا مراقبة الأبناء عند خروجهم من المنزل والحرص على معرفة أصدقائهم وعلى إشغال أوقات فراغهم وجعلهم أبناء قادرين على تحمل المسؤولية منذ صغرهم كما أن للأسرة دور في غرس حب الوطن والانتماء له فالانتماء هو إعطاء بلا حدود . والوطن هي تلك البقعة من الأرض التي تشعرنا بالأمان ونسعد من خيراتها . والانتماء الحقيقي هو المشاركة في مهام الوطن والمحافظة على ممتلكاته من التخريب مثل الحفاظ على ممتلكات المدارس والمستشفيات ونظافة الحدائق والمنتزهات العامة من النفايات وذلك يعود على إرشاد الأسرة لأبنائهم لترك المكان نظيفا من بعدهم. وتختم الدكتورة محاضرتها بقول أن الأسرة لها الدور الأول في بناء مجتمع محافظ وذا قيم وأخلاق حسنة من خلال تربيتهم وتثقيفهم منذ الصغر. بعد ذلك انطلقت الجلسة الثانية وكانت بعنوان (الوسطية وأثرها في حماية الأبناء من الفكر الضال ) وقدمتها د/ دولة مانع عسيري قائلة “مهمة التربية من أصعب المهام وأشقها وتحتاج إلى الصبر والاحتساب كما أن الأبناء أمانه عظيمة لابد من الحفاظ عليها وحمايتها. وذكرت الدكتورة دولة أهمية التربية الوسطية المتغيرات التي تعيشها والمؤثرات الخارجية وصعوبة هذه المهمة التي هي مهمة الأبناء والمرحلة العصرية وخطورتها والعقبات التي يواجهها الشباب إلى جانب الأمية التربوية بين الآباء والأمهات. وقالت عن التربية ( التربية تعتمد على التجربة الشخصية وليس الكتب وخبرات الآخرين) ثم تحدثت عن ماهي مظاهر الشخصية المنحرفةوالتي لخصتها في الامتناع عن التعبير داخل جماعة، والتعرض للتميز، والتربية على الهجوم. ثم قدمت د/ زهبة عبد الله آل رائزة الجلسة الثالثة بورقة بعنوان (نحو أسرة أمنة فكرياً) وقالت “قال تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) في تفسير القرطبي إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا لأن في المال جمالاً ونفعاً , وفي البنين قوه ودفعا فصارا زينة الحياة الدنيا، فالبنون يعتبرون زينة خاصة بالدنيا إلا أنهم قد يكونون عملا صالحاً حينما ينشؤون تنشئة إسلامية. وأضافت “نسأل جميعاً ما هي التنشئة الإسلامية التي ينبغي أن ينشأ عليها أبناؤنا؟ وأبسط إجابة لهذا السؤال هي :تأهيل الأبناء دنياً ودنيوياً في ضوء الكتاب ونهج الصالحين , ولعل حديثا في هذي المحاضرة هو ما يختص بالأمن الفكري فمن هو المسؤول عن الأمن الفكري لأبناءنا ؟ وماذا يعني الأمن الفكري؟ وإجابة تلك التساؤلات أننا جميعاً شركاء في المسؤولية فالتربية الإسلامية الصحيحة هي حجر الزاوية في منظومة جهود حماية الأمن الفكري وهي مسؤولية الأسرة بالأساس تليها المؤسسات التعليمية والجامعات ومن ثم المؤسسات المعنية بالدعوة والإعلام والعمل الاجتماعي والثقافي وغيرها فجميعنا مسؤولون عن حماية عقول أبنائنا وشبابنا من أي محاولات لتخريبها . وعن مفهوم الأمن وتعريف الأمن الفكري قالت “من مقومات الحياة المستقرة أن يعيش الناس في بلدانهم آمنين مطمئنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية . والأمن الفكري أحد الركائز الأساسية لأي مجتمع وبعضهم يعبر عنة بالأمن الثقافي . ومفهوم الأمن الفكري في الإسلام مستمد من الكتاب والسنة ولذا عرفه البعض بأنه الحالة التي يعيش فيها المسلمون في بلادهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم ومنظومتهم الفكرية المنبثة من الكتاب والسنة وذكرت ال رائزة “أن الأمن في اللغة هو الطمأنينة وهو ضد الخوف وقيل هو عدم توقع المكروه في الزمن الآتي أو الحاضر. والأمن اصطلاحا: اطمئنان الفرد والأسرة والمجتمع على أن يحيوا حياة طيبة بالدنيا دون خوف فالحياة لا تهنأ ولا تهدأ ولا تستقيم بدون أمن . أما الفكر لغة فهو أعمال الخاطر لشيء والفكر اصطلاحا جملة ما يتعلق بمخزون الذاكرة الإنسانية من الثقافات والقيم والمبادئ الأخلاقية التي يتغذى بها الإنسان ومن خلال ما سبق يمكن تعريف الأمن الفكري بأنة أحساس المجتمع بأن منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقة بين أفراده داخل المجتمع ليسا في موضوع تهديد من فكر متطرف . وبعد تعريف الدكتورة زهبة للأمن الفكري ذكرت بعض من النقاط المهمة في الأمن الفكري وهي أن الأمن الفكري يحقق للأمة أهم خصائصها ,وذلك بتحقيق التلاحم في الفكر والمنهج وفي غياب الأمن الفكري يختل الأمن في جميع فروعة الأخرى. وأضافت “أن في تحقيق حماية المجتمع عامة والشباب خاصة وقاية لهم مما يرد عليهم من أفكار دخيلة وهدامة كما أن تحقيق الأمن الفكري هو المخل الحقيقي للإبداع والتطوير والنمو لحضارة المجتمع وثقافته. بعد ذالك انتقلت الدكتورة لذكر أهداف الأمن الفكري وهي غرس القيم والمبادئ الإنسانية التي تعزز روح الانتماء، وترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين الإسلامي بالإضافة إلى تحصين أفكار الناشئة من التيارات الفكرية الضالة، وترسيخ مبدأ الإحساس بالمسؤولية تجاه أمن الوطن. وقالت الدكتورة زهبة أن أدوار الأسرة أصبحت لا تقتصر على الأسرة فقط , بل أصبحت التربية تستقى من المدارس ومن الشارع ومن وسائل التواصل الاجتماعي ولذلك أصبح دور الأسرة في هذا الزمن أصعب بكثير مما كانت عليه . ووضحت الدكتورة أن تلك الادوار هي المهام التي لا يستطيع أحد القيام بها غير الأسرة ويمكن أن نختصر تلك الأدوار التي يجب على الأسرة القيام بها في ثلاث ادوار هي الدور الأول ( الدور البنائي ) وهو ان تقوم الأسرة بدورها في تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة وتقوم بمسؤوليتها التي فرضها الله عليها ولدور الثاني (الدور الوقائي ) وهو دور لابد أن نقوم به الأسرة وهو حماية أفرادها وتحصينهم من الأفكار الضالة والتوجهات المحرفة فالأسرة هي المسؤول الأول عن سلامة أفكار أولادها والمحافظة على فقاء الفطرة الأولى التي فطر الله بها عباده قال- صل الله علية وسلم ( ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة) والدور الثالث ( الدور العلاجي) وهو الدور الذي نسأل الله تعالى ألا يقع فيه أحد وهو دور تقوم فيه الأسرة بمعالجة ما تجده في الأبناء من مؤثرات فكرية أو شبهات عقلية ويجب ألا تتهاون الأسرة في حل ما تجده من انحراف في أفكار الأبناء حتى لو أدى ذلك إبلاغ السلطات الحكومية فإن حكومتنا قد انشات مراكز لتوجيه الشباب ومن أهم المراكز (مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ) واختتمت الدكتورة محاضرتها بقولها يجب أن يوضع شرط من شروط عقد الزواج وهو اجتياز دورة في التدريب على تربية الأبناء ويركز فيها على مسؤولية الآباء تجاه الأبناء دينيا وفكريا واجتماعيا . إلى ذلك تتواصل فعاليات الملتقى التي من ضمنها تجهيز غرفة مخصصة للأطفال يوجد بها الألعاب وعرض أفلام توعية قصيرة وقامت المسؤولة عن ذلك بتوعية الأطفال عن طريق القصص الهادفة وتوصيل المعلومة بطريقة تناسب أعمارهم. وأيضا يوجد غرفة بإشراف الأستاذة لمياء على الشهري لتوعية الفتيات من (الأعمار البالغة )والهدف منها كيف تكون الفتاة ذات قيم وأخلاق إسلامية وحماية أفكارهم من الفكر الضال . وفي ختام اليوم الأول للملتقى قامت الأستاذة فاطمة علي الشهري رئيسة القسم النسائي بإدارة الدعوة النسائية بتقديم شهادات الشكر لكل من د/سلطانة عبد الله د/ دولة عسيري ود/ زهبة عبد الله على ما قدموه من الفائدة والإرشاد والجهد في هذا الملتقى .