بقلم | سعيد حسن القحطاني أربعون عاماً من العمل في مجال التعليم عاصرت فيه الألاف من الطلاب والمعلمين بمختلف مستوياتهم وتوجهاتهم، أربعون عاماً أفنيتها معلماً وكان هدفي الإخلاص في عملي ما استطعت، أربعون عاماً وانا اخدم وطني بكل تفان تشرفت بتدريس الالاف من مَن يخدمون في كل المجالات فمنهم الطبيب والمهندس والضابط والمعلم وحتى الدكتور الأكاديمي وغيرهم، وأتشرف بأني ساهمت ولو بجزء بسيط في تأهيلهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، أربعون عاماً وضعت نصب عيني أن أعيش أنا وعائلتي حياة كريمة، أربعون عاماً وانا أضع مصلحة الطلاب من أولوياتي، أربعون عاماً مضت بسرعة وكأنها بدأت بالأمس القريب عشت معلما بشرف ولله الحمد ولم يأتي يوماً تجاوزت حدودي كمعلم عملت بقدر ما أستطيع بإخلاص وقبل ذلك خوفا من الله والآن وبعد تلك الحقبة من الزمن أتوقف عن الركض في هذا المجال ولكن الحياة مستمرة أسأل الله طول العمر فيما يحبه ويرضاه. (رسائل): ١- إلى أم أحمد مهما عبرت وكتبت فلن أوفيك حقك فقد كنتِ المعين الأول لي بعد الله فيما وصلت إليه فلك مني كل المحبة والشكر فجزاك الله خير الجزاء واصلح لك النية والذرية. ٢- إلى أحمد وأخوانه لقد تعبت من أجلكم وسهرت الليالي لأوفر لكم الحياة الكريمة فوصيتي لكم الحفاظ على المبادئ والقيم التي زرعتها فيكم. ٣- إلى أخواني وأخواتي عشنا صغاراً في كنف عظيم وتفرقنا على كبر ولكن المحبة والتقدير تبقيان ما بقي الدهر لقد كانت دعواتكم لي ومحبتكم الدافع الأكبر للاستمرار فلكم مني كل الشكر والإمتنان حفظكم الله ذخراً وسنداً. ٤- الزملاء الأعزاء أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه لقد زاملت الكثير وكان لي الشرف بالتعرف عليهم والنهل من تجاربهم فهم خير الأصدقاء وخير معين لي في مجالي وصيتي لمن بقي على رأس العمل اجعلوا مخافة الله نصب أعينكم وتفانوا في العمل فالحمل ثقيل أعانكم الله عليه. ٥- إلى العزيز أبو باسل: لن أنس معروفك معي وتقديرك لي رغم قصر المدة التي عملناها فجزاك الله خيراً وأصلح لك نيتك وذريتك. ٦- إلى الجميع أطلب من الجميع السماح إن أخطأت على أحد فالقلب لا زال يحمل في طياته أماكن تتسع لمحبتكم وتقديركم ومن أخطأ علي بطريقة مباشرة او غير مباشرة فأقول له وبصدق ( سامحك الله وغفر لنا ولك). وأخيراً فالحمد لله أولاً وأخراً وهذه الرسالة لن تكن نهاية العمل فالحياة مدرسة وتقاعدها ليس بنظام وضعي وإنما بأمر رب العالمين هذا مالدي على عجل والله المستعان .. كتبه / سعيد بن حسن بن علي آل مانع القحطاني