غادر 126 طالباً يمثلون الدفعة الثالثة من خريجي مدارس عبدالرحمن فقيه النموذجية مبنى المدرسة الثانوية في مجمع المدارس في صفين طويلين صوب مقر الاحتفال السنوي الكبير بتخرجهم للمرور من أمام أولياء امورهم والضيوف الذين استقبلوهم بعاصفة مدوية من التصفيق قبل جلوسهم في المكان المخصص الى يسار الحضور في الفناء الخارجي لمجمع المدارس في آخر عهد لهم بمقاعد التعليم العام استعداداً لمرحلة التعليم الجامعي ثم العالي. وبدأت فقرات برنامج حفل الخريجين بآيات من الذكر الحكيم والعديد من العروض الانشادية والمرئية عبر شاشات العرض الكبيرة الى يمين ويسار مقر الحفل. كلمة المدير العام وعقب مسيرة الخريجين، القى الاستاذ ناصر مهنا اليحيوي مدير عام المدارس كلمة جاء فيها : تمر الايام وتتلاحق الساعات وتتسابق لنصل الى المحطة الاخيرة في عامنا الدراسي 1429/1430ه عشنا خلالها لحظات ما أروعها وما أجملها وابدعها. واضاف : دعوني اولاً ان أقدم الشكر لمن انفق من وقته وفكره وماله بلا حساب.. فكان الانفاق أحب اليه من الامساك، فأعطى من الانفاق أعظمه، واسدى من المعروف أكمله.. ذلك هو سعادة الشيخ الفاضل عبدالرحمن فقيه وليسمح لي بما ذكرت عنه فقد تلقينا منه الشكر تلو الشكر وحق علينا ان ننسب الفضل لأهله، فهذه المدارس التي انشأها لمكةالمكرمة وأهلها تحت مقولته : (نريد أن تكون مكة قبلة للمتعلمين.. كما هي قبلة للمصلين) فتحقق له ما أراد ونسأل الله الكريم أن يعطيه ما يريد من أجر وجزاء. وتابع : ثم بعد ذلك تحيتي الى كل مدير ومعلم واداري، مقدماً لهم رسالة حب وشكر وتقدير وامتنان.. تحية الى من حاولوا ان يردوا المعوج الى طريقه، واغدقوا بعلمهم على ابنائهم، فأجروا في صحاري العقول انهاراً، وفجرّوا في حياة ابنائهم ينابيع العلم. أما أولياء الامور فلا اقول لهم الا بارك الله جهودكم فقد احسنتم السقيا والرعاية فاثمر غرسكم جيلاً طيباً فافرحوا بهذه الزرعة الطيبة التي نبتت وكبرت فاشتد عودها وآتت ثمارها فحان وقت حصادها. وخاطب الطلاب الخريجين بقوله : نحن اليوم نودعكم وقلوبنا قد ملئت حزناً على مغادرتكم هذا الصرح الشامخ.. حزن ينتصر عليه الفرح.. بعد ان اصبحتم جزءاً من حياتنا فاختلطتم بأرواحنا وسكنتم قلوبنا.. ووصيتي لكم أن تكونوا دوماً كما عودناكم وعهدناكم في مقدمة الصفوف.. احفروا أعمالكم في ذاكرة التاريخ فالابداع له خلود.. والتفوق له ذيوع والتفرد له امتياز وبروز وعليكم بالسعي الحثيث لامتطاء سنام المجد وتذكروا معي قول الشاعر ابي تمام: إذا كنت تطلب عزاً فادع تعباً أو فارض بالذل واختر راحة البدن بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال الا على جسد من التعب وأخيراً وفقكم الله وسدد خطاكم. كلمة أولياء الأمور | وتناول الدكتور حاتم حسن المرزوقي في كلمته نيابة عن أولياء امور الطلبة الخريجين أربعة محاور: الأول : شكره للشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه على ما قدمه لمكةالمكرمة واهاليها ومن ضمنها هذا الصرح التربوي المميز. الثاني : توجه فيه بالشكر لادارة المدارس وعلى رأسها مديرها العام الاستاذ ناصر مهنا اليحيوي ومدير المرحلة الثانوية الاستاذ سليمان قطان وهيئة التدريس على جهودهم وحرصهم واهتمامهم لدرجة أن هذا الاهتمام وصل بالمدارس الى أن يتم الاتصال به وهو خارج المملكة لاشعاره بأن ابنه غائب في ذلك اليوم. الثالث : هنأ أولياء امور الخريجين بحصاد ما زرع ابناؤهم. والرابع : قدم التهاني والتبريكات للخريجين وحثهم على الجد والمثابرة واختيار التخصصات التي تخدم وطنهم. كلمة الطلبة | وألقى الطالب بسام طلال عبدالرحمن فقيه كلمة بالنيابة عن زملائه الطلبة في الدفعة الثالثة من الخريجين جاء فيها: في هذه الليلة الجميلة من أيام مدرستنا الغراء.. في يوم الحصاد لمن زرع.. في حفل تخرجنا بعد ان قضينا ثلاثة أعوام مباركة بين ردهات هذا الصرح الشامخ.. واصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الخريجين.. أقدم من الشكر أجزله.. ومن الثناء اجمله واحسنه .. فتدور بخاطري اسماء وأسماء.. كانوا كالنبع الصافي.. الذي يروي عطش الظمآن الصادي. واخص منهم سيدي ووالدي سعادة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالقادر فقيه حفظه الله تعالى الذي سعى للخير في بلد الخير فكان له ما أراد.. بحسن نيته وكريم عطائه وبذله. فهو مثال لكل من عرف الندى لا شك أن نداه نوع ثاني جود الورى يقري البطون وجوده نور لكل بصيرة وجنان يا هذه الأجيال كوني برة فهبي المحبة صاحب العرفان وأتشرف بأن اقول له : الناس تبني مدائن من تراب.. وأنت بنيت مدرسة للفكر والقيم والآداب.. وأعليت قلعة للعلم تناطح السحاب. والى سعادة الوالد الاستاذ الفاضل ناصر بن مهنا اليحيوي مدير عام المدارس الذي كنا دائماً في عقله وقلبه.. يفرح لفرحنا.. وتشغله همومنا وأحوالنا.. ويسعى لرفعتنا ورقينا. فقد جعل ابناء المدارس ابناءه واحباءه.. فغدا عليهم شفيقا.. وبهم رفيقا. فهو من سعى لتميز مدارسنا فحقق ما يريد.. ورنا الى تفردها فألبسها من التقنية كل جديد. يا شمعة ذابت لتهدي ضوءها لبراعم الازهار في الأغصان من شوك صبرك قد عصرت لنا الندى أكرم بعزمك ايها المتفاني وأصل بخاطري الى من أغدق علينا من قلبه العطوف .. الى من حرص علينا مرات ومرات بل آلاف. الى مدير مرحلتنا الدكتور سليمان قطان.. الذي تعلمنا منه كيف يكون الحب والحرص والعطاء. الذي كان يقسو.. ولكنها قسوة الوالد على ولده.. والمحب على حبيبه.. فكنا نشعر معه بأننا الابناء.. بل الاصدقاء الأوفياء. فحق على الطلاب ان عز الوفا ألاتضيع حقوق ذلك الإنسان فهو الذي ملأ القلوب بحبه ووفاؤه باق مدى الازمان لم تسأل الفلذات عن آبائها إلا وقالت ذا أبونا الثاني فثقوا يقينا أن رد جميله مهما بذلنا.. ليس في الامكان ويمر بي الخاطر الى معلمينا الكرماء.. الذين أكرمونا بعلمهم.. واغدقوا علينا من جهدهم وبذلهم . فجزاهم الله عنا من الجنة ظلالا وأكنافا.. ومن الرحمة ألوانا وأصنافا. شوقي الأمير يقول : قم لتوفه قد قمت لكن هل تفيه معاني ضاقت عن الحب الخضم مشاعري أفلا يضيق عن الوفاء لساني ثم انتقل اليكم يا رفقاء الدرب.. وشركاء القلب واللب.. الى زملائي وأصحابي.. قد كانت بيننا بسمة فلقاء فحب فوفاء.. والآن حان موعد الفراق ها نحن.. نجني بعد المشقة والعنا أحلى الثمر.. زرعنا فحان وقت حصادنا.. والسعد قطر منهمر... هذي الحياة بها اللقا.. بها الفراق.. بها العبر الحب جمعنا.. ولكن اللقا لا يستمر.. وقت التفرق حان من بعد السعادة والسمر.. آمالنا أن نلتقي يوما ولو طال الدهر. مدرستنا الحبيبة.. يعز علينا فراقك ولكن هي الحياة.. لقاء وفراق.. ولكننا سنبقى على العهد راعين.. وعلى المحبة والشوق محافظين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم ألقى الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه راعي الحفل، ومؤسس ورئيس مجلس ادارة المدارس الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إخواني الحضور.. أبنائي الطلاب. أحييكم بتحية الاسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كانت مكةالمكرمة وستبقى الى يوم الدين قبلة المسلمين ومهوى افئدتهم .. منبعاً للنور ومنطلقاً للعلم والمعرفة وكان ابناؤها البررة ومازالوا قدوة صالحة في طلب العلم وتحصيله والتفوق فيه. وكان تأسيس هذه المدارس النموذجية واحدة من أعظم امنياتي التي وفقني الله عز وجل لتأسيسها لتكون صرحاً تعليمياً يسهم في تخريج اجيال المستقبل الباسم بإذن الله الذين هم عماد الوطن وعدته للبناء والعمل بسواعد قوية وعقول واعية وافكار مبدعة تبني كما كانت أوائلها تبني وتزيد وتطور وتلك سنة الحياة. وفي هذه الليلة المباركة نجني ثمار ما زرعنا في هذه الكوكبة الرائعة من ابنائنا الطلاب الذين أنهوا دراستهم الثانوية ويتأهبون لمواصلة تعليمهم الجامعي والعالي بكل همة وجد ونشاط. أبنائي الخريجين.. من دواعي فرحتي وسعادتي تهنئتكم جميعاً بما حققتموه من نجاح في رحاب هذه المدارس.. وهو مرحلة من مراحل سبقتها وأخرى ستتلوها ونصيحتي لكم أيها الابناء الأعزاء أن جميع الفرص والامكانات متاحة ومتوفرة لكم لتواصلوا مشوار العلم والتحصيل بحماس لا يفتر وإرادة لا تتردد وعزيمة لا تعرف الوهن. وعليكم أن تختاروا المجالات المفيدة التي يحتاجها وطنكم ويتطلبها سوق العمل في بلادكم.. فالوطن يحتاج الى عشرات الالوف من الاطباء والمهندسين والاداريين والتقنيين وسائر التخصصات العلمية التي نحن في أمس الاحتياج اليها. وعليكم بالجد والاجتهاد وأن تكونوا خير سفراء لوطنكم في داخله وخارجه.. بارك الله فيكم ووفقكم وسدد خطاكم الى مدارج التفوق ومعارج النجاح. وأتقدم في ختام كلمتي بالشكر والتقدير والامتنان لسعادة مدير عام المدارس الاستاذ ناصر مهنا اليحيوي على جهوده الموفقة وادارته الناجحة والشكر موصول لمديري المدارس للمراحل الثلاث وهيئات التدريس فيها وطواقم الإدارة وجميع العاملين فيها. وفق الله الجميع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تكريم الخريجين وبعد ذلك تم تكريم الخريجين والتقاط الصور التذكارية الجماعية معهم، ثم توجه الجميع لحضور مأدبة العشاء التي أقيمت بهذه المناسبة.