اكد مراسلنا فى العاصمة الليبية طرابلس سماع اطلاق نار كثيف فى المدينة التى تعد المعقل القوى للعقيد الليبى معمر القذافى. ولم يتضح على الفور الجهة التى تقف وراء اطلاق النار او أسبابه. واتهمت المعارضة الليبية القوات الموالية للقذافي بإطلاق النار عشوائيا على المدنيين في سعيها لاستعادة السيطرة على مدينة الزاوية الواقعة إلى الغرب من العاصمة طرابلس. وقال شهود عيان إن ثلاثين شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين لقوا حتفهم في القتال. وقال طبيب في المدينة لبي بي سي إن ابنته قتلت عندما أطلق من وصفهم بمرتزقة نيران الدبابات والمدافع الرشاشة عشوائيا على أي شخص يتجرأ على مغادرة منزله. وكان سكان في مدينة الزاوية صرحوا لبي بي سي في وقت سابق بأن الهدوء يسود فى المدينة بعد يوم من المعارك الضارية مع القوات الحكومية. وقال السكان إن الدبابات الحكومية ، التى كانت تقصف مبان فى وسط المدينة، انسحبت بشكل مفاجىء ولاسباب غير معلومة. كما دمرت عدة مبان أو أضرمت النيران فيها، وتعد السيطرة على مدينة الزاوية عاملا حاسما لحماية معقل القذافي فى طرابلس. وتتقدم القوات المناوئة للقذافي في شرق ليبيا بمحاذاة ساحل البحر المتوسط نحو مدينة سرت، وهي المعقل الحصين للقذافي ومسقط رأسه. وقد تمكنت هذه القوات من السيطرة على بلدة بن جواد الصغيرة على مسافة مائة وخمسين كيلومترا من سرت. وقال احد سكان سرت لبي بي سي ان المدفعية الموالية للقذافي تطلق نيرانها على قوات المعارضة الزاحفة. واضاف قائلا إن السلطات في سرت وزعت السلاح على جميع الشبان بمن فيهم الطلاب، مشيرا إلى أن كثيرا من الأجانب يغادرون المدينة. ضد الارهاب ومن جانبه، قال الزعيم الليبي معمر القذافي انه منخرط في حرب ضد الارهاب، معربا، في تصريحات لصحيفة فرنسية، عن خيبته من انعدام الدعم والتأييد الخارجي له. وقال القذافي، في مقابلة خص بها صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية الصادرة الاحد: "انا مندهش لعدم ادراك احد ان تلك معركة ضد الارهاب". واضاف: "لقد تعاونت اجهزتنا الامنية معكم، وساعدناكم كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، فلماذا عندما نكون نحن في معركة ضد الارهاب لا احد يساعدنا بالمقابل". وقال: "سيكون امامكم الجهاد الاسلامي في (منطقة) المتوسط، وبن لادن واعوانه سيأتون لفرض اتاواتهم في البر والبحر، وسنعود الى ايام اللحى الحمراء والقراصنة والعثمانيين الذي يفرضون الاتاوة على السفن". واكد القذافي ان حكومته "تعمل جيدا" على الرغم من الاضطرابات في ليبيا، محذرا اوروبا من موجات من المهاجرين اليها من السواحل ليبيا اذا وصل معارضوه الى الحكم. كما اعلن القذافي تأييده مبدأ ارسال لجنة تحقيق من الاممالمتحدة او الاتحاد الافريقي لتقييم الوضع في ليبيا ميدانيا. وقال للصحيفة الفرنسية: "اولا اريد ان يتوجه فريق تحقيق من الاممالمتحدة او الاتحاد الافريقي الى هنا في ليبيا، وسنسمح لهذه اللجنة بمعاينة الوضع ميدانيا من دون عقبات، واذا رغبت فرنسا في تنسيق عمل لجنة التحقيق وقيادتها، سأؤيد ذلك". جنود بريطانيون من جانب آخر قالت صحيفة بريطانية صدرت الاحد ان المنتفضين الليبيين اسروا وحدة من القوات الخاصة البريطانية شرقي البلاد عقب قيامهم بمهمة سرية للاتصال بزعماء الانتفاضة، لكن المهمة اخفقت. وقالت صحيفة "صاندي تايمز" ان معلوماتها تقول ان ثمانية من افراد تلك الوحدة اسروا بعد ان تم اعتراضهم وهم ينقلون دبلوماسيا عبر مناطق يسيطر عليها المنتفضون. وامتنعت وزارة الخارجية البريطانية عن نفي او تأكيد هذا النبأ. يشار الى ان مجموعة التضامن لحقوق الانسان، ومقرها جنيف، ويعمل فيها عدد من المنفيين الليبيين، كانت قد اكدت قبل ذلك لوكالة رويترز للانباء اسر ثمانية من افراد القوات الخاصة البريطانية على ايدي المنتفضين الليبيين. وتقول الصحيفة ان التدخل البريطاني اغضب قيادات الانتفاضة الليبية الذين لا يريدون ان ينظر اليهم على انهم يتلقون مساعدات من الغرب، وهو ما قد يزعج الليبيين العاديين ويغير مواقفهم المؤيدة للانتفاضة. وتنقل الصحيفة عن مصادر ليبية قولها ان الجنود البريطانيين نقلوا الى بنغازي واحتجزوا هناك للاستجواب، وان قادة الانتفاضة يحاولون ابقاء النبأ قيد الكتمان خشية ردود الفعل السلبية داخل ليبيا.