لفت مسؤولون أمريكيون إلى أن مناهضي الزعيم الليبي، معمر القذافي، يمتلكون موارد كافية تتيح لهم مقاتلة نظام طرابلس لبعض الوقت، وحذروا من إمكانية تحول أزمة ليبيا إلى "نزاع مستدام." ورد مسؤول مطلع على تقييمات الولاياتالمتحدة للوضع في ليبيا، على سؤال إذا ما تحول النزاع القائم بين مناهضين للقذافي ينادون برحيله وكتائب مواليه له، إلى حرب أهلية بالقول إنه "يحمل سمات الحرب الأهلية." وقال مسؤول عسكري، آثر عدم كشف هويته، إن القوات المناهضة للحكومة معززة بأسلحة استولت عليها من مخازن تابعة للقوات الليبية، بجانب الكثير من العسكريين المنشقين عن الجيش الذين انضموا إلى صفوفها بعتادهم." وقدر المسؤول أن وحدات كاملة من الجيش الليبي انشقت عن النظام، إلا أن إدارة واشنطن لا تملك تقديرات دقيقة لعدد الذين مازالوا موالين للقذافي." وأضاف أحد المسؤولين العسكريين بأن القوات المناهضة للقذافي بحوزتها دبابات ومدافع مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للمدرعات وأخرى تطلق من الكتف وقذائف أر. بي. جي، لافتاً إلى أن الكثير من مخازن الأسلحة في أنحاء ليبيا لم تعد مؤمنة. وكبح احتمال نشوب حرب أهلية إرادة الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى للتدخل مباشرة في ليبيا، رغم الحذر الذي أبداه مسؤولون أمريكيون من التدخل العسكري هناك وشددوا على أن المساعدات الإنسانية تأتي في المقام الأول. والخميس، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه يريد ضمان جهوزية بلاده حال اقتضت الضرورة "ووجد المدنيون العزل أنفسهم في خطر محدق. " ولفت مسؤول أمريكي آخر إلى عدة عقبات تعترض تقديم مساعدات إلى المناهضين للقذافي منها عدم اتضاح أهدافهم والمنظمات التي تتألف منها المعارضة." وقال البيت الأبيض إن تسلح المعارضة لا يبرر محاربة الزعيم الليبي لشعبه، قائلاً إنه فقد شرعيته عندما فتحت قواته النيران على المتظاهرين الأبرياء. ومن جانبه، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كرولي، "الشعب الليبي أجبر على الدفاع عن نفسه على خلفية العدوان الذي نفذه النظام الليبي، ليس عبر قوات الجيش فحسب، بل من خلال مرتزقة وظفهم العقيد القذافي." وكانت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، قد أعلنت في مطلع هذا الأسبوع أن وضع ليبيا يتطلب "رداً أمريكياً قوياً وإستراتيجياً." وحذرت من أن ليبيا قد تصبح ديمقراطية سلمية أو تنجر إلى حرب أهلية أو فوضى. وأدت حملة "قمع" أطلقها نظام ليبيا لاجتثاث دعوات برحيله إلى مقتل المئات وتفاوتت تقديرات الحصيلة التي قدرتها الأممالمتحدة بأكثر من ألف شخص وضعها دبلوماسي ليبي عند ألفين قتيل، ونزوح ما لا يقل عن 180 ألف شخص منذ بدء "الثورة" منتصف الشهر الفائت. وتحرك المجتمع الدولي لمحاصرة القذافي وإجباره على التنحي، ففرض مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي عقوبات تقضي بتجميد أرصدة الزعيم الليبي وعائلته والدوائر المقربة وحظر سفرهم وإحالة النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في احتمال ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.