تستحوذ مدينة أبها الفائزة بلقب عاصمة السياحة العربية ٢٠١٧ م على غالبية ال 70 % من الغطاء النباتي في المملكة الذي يقع في المنطقة ، إذ تمتاز بالعناصر الجاذبة للسياحة البيئية ، نظير موقعها الجغرافي وتضاريسها ومناخها وتنوع الغطاء النباتي . وتجذب المدينة السياح في فصل الصيف والذى يمكن تمديده طول العام لوجود مقومات السياحة البيئية ، سواء داخلها أو بجوارها ، تشمل : المسطحات المائية والخضراء واليابسة ، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية والموائل . مناخ جميل وأمطار على مدار العام ويبين مدير مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات البيئية والسياحية الأستاذ الدكتور حسين الوادعي أن أبها تتميز بمناخها الجميل طوال العام ، مرجعا ذلك إلى انقسام تضاريس منطقة عسير برمتها بين جبال السراة ومنطقة تهامة ( في فصل الصيف يعتدل مناخها ، وينزل المطر باستمرار في المناطق الجبلية منها وتتراوح درجة الحرارة ما بين 20 إلى 25، درجة مئوية بينما تكون أجواء تهامة ساحلية قليلة المطر ) ( في فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة في المرتفعات ويعتدل في تهامة ) ، فيما تهطل الأمطار طوال العام . ظاهرة صعود الضباب من أودية تهامة وتجمعه في أعالي الجبال يعرج الدكتور الوادعي إلى ظاهرة صعود الضباب شتاء من أودية تهامة وتجمعه في أعالي الجبال ، حيث يملأ الجو وتتعذر الرؤية حتى على بعد أمتار قليلة ، مما يضفي عليها مظاهر جوية وبيئية مختلفة عن تلك التي تتواجد في المناطق الجافة الأخرى . العرعر ويؤكد مدير مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات البيئية والسياحية أن أبها تضم العديد من المناظر الطبيعية الخلابة في المرتفعات الجبلية وما يملؤها من غابات منتشرة على طول مرتفعاتها من أشجار العرعر وما تحتويه هذه النظم البيئية من أنواع شجرية أخرى و نباتات موسمية وحيوانات و طيور برية ، خاصة في الأودية ، في حين أن أبرز النباتات الصبارية ونبات العدنه ونبات الصلح . غوص ومتاحف مائية مجاورة وعلى الجانب الآخر ؛ على بعد بضعة كيلو مترات عن المدينة ، تجد شواطئ تهامة البكر مكانا مناسبا للغوص ورؤية المتاحف المائية التي تكفلت بعملها الشعب المرجانية تحت أعماقها. بيئة نظيفة وخالية من التلوث ويضيف الوادعي : ” تعتمد مواقع السياحة الأكثر نجاحاً في الوقت الحاضر على البيئة النظيفة و الخالية من التلوث والبيئات المحمية مثل محمية ريدة والأنماط الثقافية المميزة للمجتمعات المحلية ” ، مشددا على دور السياحة البيئية في حماية البيئة الطبيعية و الحضرية من خلال التخطيط والإدارة السليمة ، وأن يتوفر هذا عند وجود بيئة ذات جمال طبيعي وتضاريس مثيرة للاهتمام ، وحياة نباتية برية وافرة وهواء نقي وماء نظيف . جهد الدولة ويتابع مدير مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات البيئية والسياحية : ” لعل من يشاهد تلك الطفرة الجميله الحادثة الآن في منتزه السودة يلمس مدي الجهد التي وفرته الدولة من طرق ممهدة وتنظيم جلسات لا تضر بالمكونات البيئية ، وكذلك فتح العديد من الأكشاك علي طول الطريق لخدمة السياح ، ونظير الاهتمام الشديد من قبل الدولة والوزارات المعنية بالحفاظ على المنتزهات العديدة المنتشرة في منطقة عسير ، أقامت إدارة مستقلة للمنتزهات في مدينة أبها وهي تتكفل بتوفير كل سبل الراحة للزوار وفي نفس الوقت تحافظ على جمال البيئة الطبيعية داخل كل منتزه على حدا ، ومن أعمالها أيضا أنها تعطي الزائر كثيرا من المعلومات السياحية عن المنطقة وبأشكال مختلفة من وسائل العرض والإيضاح كشاشات العرض والمجسمات والأفلام والصور الحائطية الكبيرة وغيرها ” الطبيعة الخلابة نشرت الطيران الرياضي وتسلق الجبال ويشير إلى طبيعة المدينة أدت إلى انتشار الطيران الشراعي الممتع ، خاصة في تلك المناطق التي تتميز بالتنوع في تضاريسها إضافة إلى وجود أندية محلية، وتنامي رياضة تسلق الجبال والصخور للمرتفعات الموجودة والمنتشرة في المنطقة وهي موجودة علي مستويات مختلفة منها ماهو للمحترفين وهي تسلق الجبال الطبيعية في عدد من المنتزهات مثل : الحبلة، والمسقي، والسودة، والسحاب وازدياد رياضة المشي التي لا ترتبط بسن معين أو جنس محدد وقد قامت إمارة المنطقة بتوفير وتمهيد العديد من الطرق سواء مابين الأشجار في المنتزهات أو داخل المدن نفسها يساعد علي ذلك الهواء العليل والمنتزهات رائعة الجمال وحبات المطر التي تزيد في النشاط .