«مصيفي أبها منزل العز والخير» هكذا يعلنها الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في قصيدة له ينشر ابياتاً منها دليل «اكتشف عسير» الذي اصدرته مؤخراً الهيئة العليا للسياحة، ضمن برنامجها التسويقي للمنطقة كوجهة سياحية منافسة في منطقة الخليج. يقدم الدليل للمتصفح نبذة عن تاريخ وجغرافية المنطقة، فيشير الى ان تاريخها يمتد الى حضارات سبأ ومدين والأزديين وحضارات ما قبل الإسلام خاصة تلك التي ظهرت بالحجاز واليمن، وتقدر مساحتها بنحو 400 الف كم2، وهي تتألف من عشرة اقسام ادارية رئيسية، هي أبها، وخميس مشيط، محايل، احد رفيدة، النماص، بيشة، تثليث، سراة عبيدة، سبت العلايا، ظهران الجنوب، ويتفرع منها اكثر من 4000 آلاف قرية وهجرة. وعن المناخ يذكر الدليل بأن اهم ما يميز عسير كمصيف سياحي، هو اعتدال مناخها وهطول الأمطار في فصل الصيف، حيث تتراوح درجة الحرارة ما بين 20 الى 25 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة في المرتفعات ويعتدل في تهامة؛ مما يدفع الأهالي للنزول اليها. تتنوع التضاريس في المنطقة، فهناك منطقة تهامة التي تقع بين جبال السراة الشاهقة وساحل البحر الأحمر، وتوجد بها بعض الجبال التي يطلق عليها جبال تهامة، وهي جبال مرتفعة يفصل بينها عدد من الأودية. وتمتد جبال السراة الشاهقة حتى اليمن جنوباً، ويعتبر جبل السودة اشهر هذه المرتفعات حيث يبلغ ارتفاعه 9550 قدماً، مما يجعله من اعلى القمم في الجزيرة العربية. 72 ساعة ويقدم الدليل برنامجاً لزيارة المنطقة في 72 ساعة او ما يعادل ثلاثة ايام. والبرنامج يشمل زيارة عدد من مواقع الجذب السياحي مثل: منتزه عسير الوطني (السودة)، قرية المفتاحة التراثية، مركز المدينة، قصر شدا، منتزه ابو خيال، مركز أبها للمعارض، قرية بن حمسان التراثية، منتزه شفا المسقي، منتزه الأمير سلطان بالفرعاء، منتزه الحبلة، سوق الجمعة بالواديين، الجبل الأخضر، قرية رجال ألمع، ساحل البحر الأحمر. جرش لدى الحديث عن آثار عسير يبرز اسم جرش التي تقع في وسط محافظة أحد رفيدة، وهي مدينة تعود الى تاريخ ما قبل الإسلام، ويمر بها طريق الحجاج القادمين من اليمن، وذاع صيتها عند البعثة النبوية بصفتها مركزاً تجارياً مهماً، كما ان اهلها اسلموا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها اثار ونقوش تعود الى فترة ما قبل الإسلام والفترات الإسلامية المتعاقبة، واشتهرت بصناعاتها الجلدية والحربية؛ فعرفت بصناعة المنجنيق والعرادات التي تعرف بالدبابات في الوقت الحاضر، كما تضم بقايا الطراز المعماري الذي تركه اليشكريون ممثلا في الأحجار الزهرية الضخمة التي كانت تستعمل في البناء. اما وادي تثليث فتصفه بعض المراجع حسب الدليل بأنه «منجماً أثرياً» لما يحتويه من عشرات المواقع الأثرية المختلفة، وتنشر في رسوم ونقوش وكتابات صخرية ومناجم للتعدين، منها ما يعود الى العصرين الحجريين القديم والحديث، كما يحتوي مواقع من حضارات جنوب الجزيرة العربية. العسل تشتهر منطقة عسير بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية للسكان واحتياجاتهم من السلع والمنتجات الحرفية بكافة انواعها، ولا يزال هناك اعداد كبيرة من الأهالي يقومون بمزاولة المنتجات الحرفية في المنازل والأسواق الشعبية المنتشرة في محافظات المنطقة، ويشارك النساء في عمل منتجاتها المتنوعة. ومن اهم الحرف والصناعات التقليدية في منطقة عسير: صناعة المنتجات الفخارية (الأزيرة وأحواض النبات)، صيانة وصناعة الأسلحة (السيوف والخناجر)، صناعة المنتجات الخوصية (المطارح والحصير والزنابيل)، صناعة المنتجات الخشبية (الأبواب والشبابيك الملونة)، صناعة المنتجات الجلدية (الأحذية والحقائب)، صناعة الغزل ونسيج الصوف (الحقائب، والمفارش، والأغطية)، صناعة المنتجات الفضية (الحلي النسائية)، انتاج العسل والسمن، وعصر السمسم، وعرض التحف والهدايا والمقتنيات التراثية. منتزه عسير وحول السياحة الطبيعية، يستعرض دليل «اكتشف عسير»عدداً من المنتزهات، ويذكر ان منتزه عسير الوطني هو اول منتزه وطني على مستوى المملكة عام 1401ه وبلغت تكلفة انشائه 60 مليون ريال سعودي ويغطي مساحة قدرها 455 الف هكتار يغطي مساحة كبيرة من القمم العالية والمنحدرات الحادة والوديان العميقة والغابات الكثيفة، ويتميز بوجود مصادر المياه وأنواع معينة من النباتات والطيور الجارحة والحيوانات العديدة. ويحظى المنتزه بإقبال كبير من السياح المحليين والخليجيين، خصوصاً في فصل الصيف حيث تتراوح درجة الحرارة فيه بين 29 و15. محمية ريدة وتأتي محمية ريدة ضمن مواقع السياحة البيئية التي تحفل بها عسير. وتقع محمية جرف في جبال السروات وتبعد حوالي 20 كيلو متراً شمال غرب أبها وتبلغ مساحتها 9 كيلو مترات مربعة تقريباً. والمنطقة عبارة عن منحدرات شديدة تغطيها نباتات كثيفة مثل اشجار العرعر. وهناك العديد من الروافد المائية التي تنحدر من اعلى الجرف وتصب في شعيب ريدة. وتمتاز هذه المحمية بكثافة غطائها النباتي وتنوعه حيث توجد في اعلى الجرف غابات العرعر يليها الى الأسفل نباتات العثم وعدة انواع من الصبار. ومن اهم الحيوانات التي توجد في هذه المنطقة البابون والذئب والثعلب والضبع المخطط والنمس ابيض الذنب والوشق والوبر. وتعتبر هذه المحمية موطناً لتسعة انواع من الطيور المتوطنة في الجزيرة العربية وأهمها الدرج العربي احمر الساق ونقار الخشب العربي بالإضافة الى عدة انواع ذات اصول شرق افريقية مثل ابو معول الرمادي والسبد الأفريقي وأبو مطرقة والشقراق الأثيوبي وآكل النحل الأخضر الصغير. ويرى الدليل ان المحمية مكان سياحي مناسب لمراقبة الطيور ومشاهدة النباتات والغطاء الشجري، والتصوير الفوتوغرافي.