وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار اتفاقا مع بلدية محافظة بلقرن على تولي تصاميم ومخططات مشروع منتزه "شيبانة" الذي خصصت له البلدية مبلغاً مالياً لذات الغرض. جاء ذلك لدى زيارة مدير عام فرع الهيئة بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة المحافظة ومتحفها التراثي، التقى خلالها بمحافظ بلقرن محمد عسيري ورئيس البلدية المهندس عبدالله الشمراني. مشيراً إلى أن المحافظة ستشهد نقلة سياحية عما قريب وتفعيل دور الهيئة فيها، لامتلاكها مقومات سياحية مميزة ، ضمن مبادرة "عسير .. وجهة سياحية رئيسة على مدار العام". يذكر أن المنتزه يقع بمدينة سبت العلاية، وتنتشر فيه أشجار العرعر والطلح والتين البري والعتم ( الزيتون ) والشث وأنواع أخرى. ومنتزه شيبانة من المنتزهات الطبيعية التي تزخر بها المحافظة الذي يقع غرب مدينة سبت العلايا بنحو ثلاثة كيلو مترات وتبلغ مساحته الاجمالية نحو 200 ألف كيلو متر مربع ويعد من أجمل المنتزهات الطبيعية بمنطقة عسير من حيث الطبيعة الساحرة والمياه الجارية والغطاء النباتي الكثيف. ويتوافر فيه جميع المقومات السياحية والخدمات من مساجد وطرق وانارة وأماكن الجلوس والترفيه ودورات مياه، كما نفذت البلدية في المنتزه العديد من المشروعات الخدمية الكبيرة. وتعد محافظة بلقرن، ثغر عسير الباسم فهي تقع في جزئها الشمالي وتبعد عن مدينة أبها مسافة "220" كم وعن مدينة الطائف "320" كم، ومحافظة بلقرن إحدى المحافظات الكبيرة التابعة لإمارة منطقة عسير وقاعدتها الادارية مدينة سبت العلايا التي استمدت اسمها من السوق الشعبي الذي يقام فيها كل يوم سبت ويحضره الناس من أنحاء شتى فأصبحت تسمى بهذا الاسم. ويوجد بها مقر المحافظة وهي من أقدم الأماكن الحضارية في المنطقة ويتبع هذه المحافظة ستة مراكز هي: مركز البشائر ومركز باشوت ومركز آل سلمة ومركز خثعم ومركز عفراء ومركز شرى. وتتوافر في محافظة بلقرن كل مقومات السياحة العصرية وهي تتمثل في: تضاريسها التي تتميز بتعدد خصائصها ففيها الجبال البركانية الشاهقة والمرتفعات الصخرية التي تستهوي عشاق. ويلعب ارتفاع المحافظة دورا هاما في مناخها، فالشتاء يميل الى البرودة، أما الصيف فيميل الى الاعتدال، وبالنسبة للأمطار فهي تقع في منطقة انتقالية حيث تتأثر بالأعاصير القادمة من البحر المتوسط في فصل الشتاء، وبالأمطار الموسمية التي تكون مصدرها المحيط الهندي في الجنوب، وغالبا ما تكون هذه الأمطار فجائية وغزيرة وتسقط بعد الظهر غالبا مصحوبة بالعواصف الرعدية والبرد الذي يساعد على تكوينه طبيعة الأمطار التضاريسية. أما درجات الحرارة فتنخفض الى ما دون الصفر في فصل الشتاء ليلا، وكثيرا ما يتجمد الماء في الصباح الباكر، أما درجة الحرارة في الصيف فلا تتجاوز (27) درجة مئوية تقريبا وفي فصل الشتاء يكسو الضباب قمم الجبال العالية ويجعل مجال الرؤية محدودا خاصة في شعف بلقرن وباشوت وال سلمة. وتنقسم التركيبة البيئية في محافظة بلقرن إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي: أولاً: السراة وهي جزء من سلسلة جبال السراوات الممتدة من اليمن جنوباً إلى العقبة شمالاً وتحجز ما بين تهامة غرباً ونجد شرقاً وتنحدر بشدة تجاه الغرب وتدريجياً تجاه الشرق ويتخللها عدد من الأودية. ثانياً: تهامة وهي المنطقة الواقعة إلى الغرب من السراة وهي أرض مختلفة التضاريس ومنها المناطق السهلية التي يتخللها العديد من الاودية المتجهة غرباً إلى البحر الأحمر. ثالثاً: الاصدار وهي منطقة ضيقة تقع بين السراة وتهامة وفي المنحدرات الغربية لجبال السروات وغالباً ما ينزل أهالي محافظة بلقرن إلى هذه الاصدار للبحث عن الدفء عندما يشتد البرد، وهواة التسلق، وعلى قممها وفي هضابها. وما بين شعابها تكثر المنتزهات الطبيعية ذات المناظر الطبيعية الخلابة والأشجار الظليلة والرمال البيضاء النظيفة والغدران وشلالات المياه، ومنها غابة (وادي شيبانة وغلصمة والديرة والبلس ووادي العروس والكفاية وقلمين وغابات آل سليمان وآل سلمة وغابات آل علاء بعليان وغابات باشوت). وتوجد بمحافظة بلقرن السهول والوديان التي تتخللها البساتين الغنّاء وأشجار الزيتون وبينها المنازل الشاهقة المبنية من الحجارة تتحدى بطرازها العريق الأخاذ المباني الحديثة التي أخذت تظهر بكثرة إلى جانبها في الأرياف، فضلاً عن المدن الحديثة التخطيط وما بها من حدائق وملاعب.