عاصفة الحزم مشروع نهضة كبير سيتغير معها وبعدها اشياء كثيرة وستصحح أنظمة وقوانين لم تعد مجدية. حالياً بدأ السعوديين يفرغون شحنات غضبهم عبر رسائل اجهزتهم النقالة ضد اعلامهم الرسمي ليس لتقصيره المعهود بل لفشله المشهود في عدم مواكبة احداث ومتطلبات مرحلة العاصفة محليا وإقليميا ودولياً. ومن الصعب أن ينهض بدوره. هي رسالة فيديو واحدة يتناقلها الكثير عن تغيير رأس الهرم الوظيفي بوزارة الإعلام، ورغم استغراب الكثير لعدم ظهوره الشخصي كموظف أول بالوزارة لشرح الواقع والمأمول ونحن في ظروف مختلفة فإنه شخصيا لم يكن المشكلة ولن يكون الحل. والمبدأ ان الإعلام القادر والمدرك لمسؤولياته الوطنية هو نتاج لصناعة اعلامية متدرجة وطويلة لا يمكن أن يبنيها شخص واحد في عام او عامين مهما كانت قدراته. والوزير كغيره سيغادر ويكلف آخر بالعمل ،لكن الاعلام سيبقى يترنح كما هو وهذا هو الداء العضال الذي لازم هذه المؤسسة الهامة! فما الحل؟ الحل.. هو قيام إعلام جديد موازي مستقل ،تدعمه الدولة ولا تسيطر عليه، ويختار هو بنفسه العناصر البشرية الأميز والأقدر والأنجح على ان لا يلتحق به أي موظف سبق أن اشتغل بالوزارة الحالية حتى وإن كان صانع قهوة. المملكة مليئة بالرجال والنساء الأَكفاء (بتسكين الكاف) القادرين على التخطيط لصناعة وقيادة اعلام سعودي عالمي (عالمي؟ نعم.. وفي وقت قصير) ليدافع عن عهد جديد وسعودية جديدة بحلول 2020م. والله إن هذا ممكن. ومن يستطيع التواصل بالوزير فليبلغه بالفكرة فقد يكون معاليه قادراً على اخذ موافقة الدولة وتكليف كبريات الشركات بالتنفيذ وهي موجوده. بغير هذا أو أفضل منه والله لن نتغير اعلاميا . المواطن العادي فقد الثقة بإعلامنا الرسمي ولن يرضى عنه. ولن ينفع ترقيع الثوب المهترئ. اعلامنا الرسمي لم تقصر عليه الدولة فهو يمتلك موظفين وموظفات ومكاتب وتجهيزات بتكاليف باهظة ومُريعة، لكن ليس لديه مشاريع وطنية استراتيجية كبرى للدفاع عن السعودية، وليس بمقدوره مواجهة ما تتعرض له الدولة حاليا على مدار الساعة من حروب اعلامية شرسة ناهيك عن استطاعته المبادأة بالهجوم خارجيا ضد اعداءنا. (اليست فشيله! ونحن السعودية بكل ثقلها ومكانتها؟).