يمثل وجود السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان وجوداً متحدياً لكل من يحاول نزع صفة العروبة عن العراق، لذا تجد هذا السفير النشط يزاحم بكتفه جبالاً من التعنت الطائفي وعرابة تقسيم العراق لمذاهب وقوميات عرقية، نجح السبهان في توصيل رسالة بلده إلى كل العراقيين: الحفاظ على وحدة العراق واحترام جميع الطوائف والعرقيات الممثلة لكل شرائح المجتمع العراقي، عبر حسابه في تويتر -وهو الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي يملكها – ذكر انه سوف يقوم بزيارة للنجف وكربلاء والأنبار، تغريدة في تويتر هزت مصالح وتوجهات وأقامت أساسا سعوديا سياسيا في بلاد الرافدين، فانتقدها كل من يرى ان النجف لا يمكن ان تلتقي مع الأنبار، الا في عروض مسرحية داعش والحشد الشعبي، التقاء سفك الدم بالدم وليس جمع الدم بالدم، عروبة السبهان التي يمارسها عملا محفوفا بالمخاطر في العراق ليست مصالح بل مبادئ وعقيدة وإيمان، ومن هنا وجبت التضحيات ومواجهة المخاطر.. هل سأل العراقي نفسه لماذا حساب واحد في تويتر وحركة رجل واحد ازعج تيارات ودولاً؟ لان هذا الرجل هو السياسة السعودية التي تعمل على مخاطبة الشعب العراقي بلغة الشقيق والجار، بلغة تصف سيادته بشرف الانتماء للعروبة وليس الاصطفاف خلف العناوين الطائفية، لغة خانها الكثير وتخلى عنها الكثير، ومن آمن بها خرج بها خارج الحدود في بلاد الغربة والمنافي، الغالبية من الشعب العراقي تؤمن بلغة السبهان ولكن القليل هم الذين يستطيعون أن يفصحوا عن إيمانهم بها، السفير السعودي رسول يذكر الغافلين عن انتمائهم لا أكثر، بان قبائلهم التي ينتمون لها عربية ومذاهبهم التي يؤمنون بها عربية، وأرضهم عربية، حتى أكرادهم لم يحفظ لهم وجودهم سوى العرب، فكلما حاولوا ان يبتعدوا عن العرب خسروا فرصة الإعلان عن هويتهم القومية. السفير السبهان يتعرض لحملة اعلامية طائفية تريد ان تسكته عن الفصح بالحق العربي، وللأسف مؤيدوه في موقع المتفرج، فكأن المشاهدة عن بعد دعم ومساندة، وضع يفضح الضعف العربي ليس في وجه السياسي فقط، بل الاعلامي الذي يفترض انه يحرك السياسي ويوجه تأثيره الى المكان الصحيح أو المطلوب.. سفيرنا يحتاج منا تحركا اعلاميا يوازي تحركه النشط، فليس من المعقول ألا يوجد له منبر إعلامي سوى حسابه بتويتر، ونحن نملك من المنابر ما نملك، وكذلك نحتاج من أشقائنا الإعلاميين العراقيين المؤمنين بعروبة بلدهم ووحدته، المشاركة والمعاضدة حتى تنتصر عروبة العراق، نناشد قنواتنا وصحفنا بتحصيص مساحات معقولة ومستمرة عن دعم التوجه العربي في العراق، ولنبدأ بالدعوة لمؤتمر إعلامي يجمع إعلاميي السعودية والعراق من أجل تقديم برامج وخطط إعلامية تواجه الحملات الإعلامية الطائفية والفارسية التي تريد أن تسقط هوية العراق العربية، وتجعله إقليماً مسكيناً ضائعاً تابعاً لحشد قاسم سليمان الفارسي..