ينتظر أن تتحول قرية الفاو الأثرية الى فضاء مناسب لزيارتها ، وتصبح مكان جذب للسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار ، بعد أن بدأت جامعة الملك سعود مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري ، وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم التي وقت بين الجامعة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، في إطار اهتمام الهيئة بالآثار وتنميتها وترويجها والمحافظة عليها وإتاحتها للزوار ، انطلاقاً من مبدأ الشراكة والتعاون الذي تنتهجه الهيئة في علاقتها مع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق أهداف وتوجهات الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية في المملكة ، حيث جاء الاهتمام بقرية الفاو ذات الموقع الجغرافي الذي جعل منها في عصور مختلفة منطلقاً لطرق التجارة إلى جانب كونها منطلقاً لهجرات متتابعة إلى وادي الرافدين وبلاد الشام ووادي النيل ، حيث تقوم أطلال قرية ” الفاو” على أطراف الربع الخالي ، وتبعد حوالي 700 كيل إلى الجنوب الغربي من العاصمة الرياض، و100 كم إلى الجنوب الغربي من محافظة السليل ،و 150 كم إلى الجنوب الشرقي من وادي الدواسر ، و280 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نجران ،وتقع في المنطقة التي يتداخل فيها وادي الدواسر ويتقاطع مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى بالفاو ، وقد بدأ الاهتمام بقرية الفاو بوصفها موقعاً أثرياً في الأربعينيات حينما أشار إليها بعض موظفي شركة ارامكو، ثم في سنة 1372ه -1952م قام بزيارتها كل من جون فيلبي ، وجاك ريكمانز ، وكونزاك ريكمانز ، وفيليب ليبنز ، وفي سنة 1389ه /1969م زارها ألبرت جام موفداً من قبل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف آنذاك حيث قام بدراسة مجموعة من كتاباتها المنتشرة على سفح جبل طويق المطل على قرية الفاو من ناحية الشرق ، كما بدا الاهتمام بها سنة 1387/1967م من جامعة الملك سعود ممثلة في جمعية التاريخ والآثار بقسم التاريخ ، التي قامت برحلة استطلاعية بدأت سنة 1391ه / 1971م لدراسة الموقع علمياً وتحديد المنطقة الثرية ، ثم بدأت أعمال التنقيب في موقع القرية منذ عام 1392ه /1972م لثلاثة مواسم ، وبعد أنشاء قسم الآثار والمتاحف عام 1398ه /1978م أنتقل نشاط التنقيب إليه واستمر إلى سنة 1423ه/2002م وكان التنقيب في قرية ( الفاو ) منذ البداية حتى الموسم العشرين 1415ه/ 1995م تحت رئاسة الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري ، وقد أشارت الكتابات العربية الجنوبية إلى قرية وهو الاسم الذي عرفت به ” قرية ذات كهل ” وكهل هو معبود قرية الرئيس ، كما تذكر الكتابات العربية والجنوبية أن ملوك سبأ وذي زيدان قد غزوها أكثر من مرة ، وقد وصفت قرية ( الفاو) من قبل سكانها في كتاباتهم بالجنة ، وبقرية طلو ، وربما أن ذلك يعني المدينة الحمراء ، وتنحصر أهمية قرية الفاو في موقعها المهم على الطريق التجاري ، فقد أظهرت أعمال التنقيب معلومات مهمة حول تطور المدينة حيث تبين أنها نمت تدريجياً من نقطة عبور للقوافل إلى محطة تجارية مهمة على الطريق التجاري الممتد من جنوب الجزيرة العربية والمتجه شمال شرق إلى الخليج العري وبلاد الرافدين وشمال غرب الحجاز وبلاد الشام إلى أن أصبحت مركزاً اقتصادياً ودينياً وسياسياً وثقافياً في وسط الجزيرة العربية ، وحاضرة قوية لدولة كنده في مراحلها الأولى ، وقد عثر في قرية على عدد كبير من آثار المياه يزيد على مائة وعشرين بئراً ، كما أنها تقع على واد يفيض بين مدة وأخرى ، وأهتم سكان قرية بالزراعة اهتماما كبيراً ، فقد حفروا الآبار الضخمة ، وشقوا القنوات السطحية التي تجلب المياه إلى داخل المدينة ، فزرعوا النخيل والكروم وبعض أنواع اللبان والحبوب ، كما استعملوا جذوع الأشجار والنخيل في تسقيف منازلهم ، والأخشاب المحلية والمستوردة لأبوابهم ونوافذهم ، وأدواتهم المختلفة كالأمشاط وغيرها ، كما اهتموا بالثروة الحيوانية ومنها الجمال والأبقار والماعز والضأن والغزلان والوعول واستغلوا الأسمدة الحيوانية في زراعتهم ، وكانت قرية ( الفاو) مدينة غير مسورة حيث لم يعثر لها حتى الآن على سور أو ما يدل على وجدود سور لها ، وهذا يعني أن هذه المدينة ذات الموقع الاستراتيجي المهم كانت مدينة تجارية مفتوحة للقوافل التجارية الآتية من الممالك العربية المختلفة ، فهي محمية طبيعياً حيث تشكل المظاهر الجغرافية المحيطة بها وقاية طبيعية لها كجبل طويق من الشرق ، إلى جانب أن سكان قرية بنوا بوابات في الجهات الشمالية والغربية والجنوبية ، وقد استخدم سكان قرية في حروبهم الخيل كما يظهر في اللوحات الجدارية وبعض التماثيل النحاسية ، وفي دفاعهم استخدموا الرماح والنبال والسيوف ،واستعمل سكان قرية في بناء مدينتهم اللبن المربع والمستطيل ، كما استعملوا الحجر المنقور والمصقول في الأسس وبناء المقابر ، واستخدموا الجبس المخلوط بالرمل والرماد في تبليط الجدران الداخلية لمباني ، ودعموا مبانيهم بالبراج المربعة والمستطيلة ، ومن العمائر التي عثر عليها في قرية ، وقد شيد لها سوق بالقرب من الحافة الغربية للوادي الذي يفصل بين جبل طويق وبين حدود المدينة شرقي المنطقة السكنية ، وهو سوق كبير يبلغ طوله من الغرب إلى الشرق 30،75م ومن الشمال إلى الجنوب 25،20م يحيط به سور ضخم مكون من ثلاثة أجزاء متلاصقة ، أوسطها من الحجر الجيري أما الداخلي والخارجي فمن اللبن ، ويتكون السوق من ثلاثة أدور ، وله سبعة ابراج : أربعة منها في أركان البناء ، وثلاثة في منتصف أضلاعه الشمالي والجنوبي والشرقي ، والمدخل الوحيد للسوق يقع في النصف الجنوبي من الضلع الغربي وهو باب صغير يؤدي إلى ساحة في صدرها بئر عميقة مطوية بالحجر ، وتحيط بالساحة الحوانيت والغرف والمستودعات ، ويلتصق بالبئر قناة تمتد بمحاذاة الدكاكين الجنوبية في اتجاه باب السوق ، كما أكتشف في قرية ( الفاو) ثلاثة معابد ومذبح واحد ، ففي المنطقة الواقعة إلى الغرب من السوق يوجد معبدان : الأول يتكون من بقايا معبد يبدو أنه كان لأكثر من معبود واحد ، فقد وجدت به نصوص مكتوبة بالخط المسند الجنوبي تذكر معبودات مختلفة منها المعبود الأحور ، أما المعبود الثاني فقد عكست بقايا البناء المعمارية الصفة الدينية له ، كما قدمت المعثورات الدليل الكيد حول طبيعة هذا البناء بوصفه معبداً كبيراً مر بمرحلتين معماريتين / فهو كرس للمعبود في سن المرحلة الأولى والمعبود شمس في المرحلة الثانية ، وقد عثر على نصوص منقوشة بالخط المسند على حجارة جيرية تشير إلى مناسبة بناء بيت ومنصبه ومرزح لأسماء معبودات منها شمس وعثتر ، والمعبود الثالث معبد عثتر ود أو بيت عثتر ود ، وقد كشف عنه في الموسم الثامن بالمنطقة السكنية ، ويتميز هذا المعبد عن غيره من المعابد المكتشفة في قرية ببقاياه المعمارية المتكاملة تقريباً ومخططه المتناسق وبشكل بناء هيكله ، كما يتميز بزخارفه المعمارية ونقوشه الكتابية ، وأهمها الإشارة إلى معبود دولة لحيان ” ذو غيبة ” ومعثوراته النادرة ، وقد عثر أيضاً في غربي المنطقة السكنية على مذابح للمعبود عبط ، وهذا المذبح مبني من الحجر الكلسي المقطوع قطعاً جيداً ، وإلى جانبه في الساحة الكبرى توجد بئر ماء كبيرة بنيت أيضا للمعبود نفسه وللمعبود كهل ، وتتمي قرية الفاو بتنوع إشكال المقابر فيها مما يعكس الفترات الحضارية المختلفة التي مرت بها ويمكن تمييز نوع المقابر في قرية بالمقابر العائلية وهي مقابر جماعية تعود لأسر وأشخاص ذات مكانة سياسية واجتماعية في المدينة ، منها مقبرة الملك معاوية بن ربيعة ، ومقبرة عجل بن هفعم ، وتقع هاتان المقبرتان على الطرف الغربي للمدينة ، أما مقبرة سعد بن ارش فتقع في منطقة الأبراج ، وقد دل اكتشاف هذه المقبرة إلى جانب احد الأبراج على أنها كانت أضرحة أو أنصبة تميز مواقع المقابر العائلية المنقورة في الصخر بأسفلها ، أما المقابر العامة فهي مقابر لعامة الناس وتقع شمال شرقي المدينة وتشبه المقابر الإسلامية وهي في مهبط غير منتظم ولا مجصص بعمق مابين متر واحد إلى خمسة أمتار تنتهي بلحد مقفل بلبن ، كما تعد المنطقة السكنية من أهم معالم قرية الفاو وتضم عناصر مهمة في حياة مجتمع مملكة كنده ، كما تمثل صورة كاملة للمدينة العربية قبل الإسلام وقد مرت بثلاث فترات سكنية متعاقبة ، ومن أهم مميزات عمارة قرية الفاو وجود أزقة وشوارع بين المنازل ووجود وحدات سكنية متميزة تتسع بعض غرفها حتى تصل إلى عشرة أمتار طولاً وثلاثة أمتار عرضاً ، والاهتمام بالخانات أو الفنادق ، والدقة في استقامة المباني وضبط زواياها القائمة ، ويصل سمك بعض الجدران إلى 180 سم ، واستخدم أعتاب من الحجر بعضها عليه نصوص مكتوبة بخط المسند مما يدل على أنها منقولة ، واستعمال الأخشاب للأبواب والأسقف ، وشيوع استعمال الدرج في جميع الوحدات السكنية والاستفادة من بيت الدرج بوضع أحواض الازيار بها أو استعمال بعضها أماكن لطحن الحبوب ، ومن أهم ما تميزت به بيوت قرية الفاو وجود شبكات للمياه النظيفة تخرج من المنازل ، وخزانات للفضلات مما يدل على وجود مراحيض في الأدوار العليا ، وقدأهتم سكان قرية الفاو بالكتابة اهتماما كبيراً ، فهي موجودة على سفوح الجبال وفي السوق والمعبد ، وعلى اللوحات الفنية وفي المدينة السكنية وعلى شواهد القبور والفخار والمواد الأثرية الأخرى ، وقد عبر سكان قرية عن أفكارهم وخواطرهم بالخط المسند الجنوبي الذي اخذ في قرية شكلا متميزا عنه في الجنوب ، أما لغتهم فكانت مزيجاً بين لغة الشمال والجنوب ، وكانت موضوعات الكتابة مختلفة فمنها الموضوعات الدينية والتجارية ، بالإضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الفردية ، وعن طريق تلك الكتابات تم التعرف على أسماء الأعلام والقبائل وبعض المعبودات ، ومن خلال الكتابات أمكن التعرف على وجود علاقات بين قرية الفاو وبعض ممالك الجزيرة العربية مثل الأنباط واللحيانيين ، وقد نقلت التجارة معها إلى قرية الخط الآرامي النبطي ، حيث عثر على نصوص مكتوبة بالخط المسند والخط النبطي في آن واحد ، إضافة إلى وجود مخربشات نبطية في بعض غرف وحدات المنطقة السكنية ، وعثر على نصوص مكتوبة بلغة عربية شمالية ، وتذكر المعبود اللحياني ذو غيبة مما يدل على وجدود جالية لحيانية في قرية الفاو ، وتضم قرية الفاو عدداً كبيراً من الرسوم الفنية المختلفة ، وقد مرت بمراحل أربع : الأولى عندما سجل الفنان على سفوح الجبال رسوم الجمال والهوادج والخيول والأشخاص ومناظر الحروب وحفلات الرقص والنخيل وغير ذلك ، وفي المرحلة الثانية رسم الفنان داخل المنازل رسوماً بالحز على ملاط الجدران ، وفي الثالثة كلف سكان قرية الفنان برسم مناظر ومشاهد تفصيلية من الحياة اليومية ، واستخدم فيها اللونان الأسود والأحمر ، أما المرحلة الرابعة فتمثلها اللوحات الجدارية الملونة في بعض وحدات المنطقة السكنية ، وفي دكان فنان قرية الفاو بالسوق ، وفي هذه اللوحات يظهر تطور فنان قرية الفاو وقدرته العظيمة على الإبداع الفني . كما عُثر في قرية الفاو على مجموعة مهمة من التماثيل أو أجزاء منها ، فنجد التماثيل المعدنية والحجرية والطينية والخزفية ، فالتماثيل المعدنية هي تماثيل آدمية أو أجزاء لتماثيل آدمية وتماثيل حيوانية ، كما أن التماثيل الحجرية آدمية وحيوانية ولكنها غير كاملة وإنما أجزاء فقط ، والتماثيل الطينية مجموعة من الدمي الآدمية يبدو أنها كانت تستخدم دمى للأطفال ، أما التماثيل الخزفية فهي قليلة ومنها قطعة من الخزف عليها وجه إنسان ذو لحية طويلة وعلى رأسه ما يشبه القلنسوة المرتفعة وله جديلتان تغطيان أذنيه ، والوجهان مطليان باللون الخضر الفاتح ، ومن المواد التي استخدمت في الصناعات المختلفة وعثر عليها في قرية الفاو الخشب حيث أهتم سكان قرية بالخشب اهتماماً خاصاً فاستخدموه في المنازل والأسواق وتوابيت المقابر ، ولكن لم يعثر على الكثير من هذه المادة نظراً لسرعة التلف الذي يصيبها ، إلا انه قد عثر على بعض المعثورات الخشبية ومنها الأمشاط ووعاء صغير لطحن المواد الخفيفة ، ومكيال وقطعة مستطيلة الشكل عليها دائرتان غائرتان استعملت قاعدة لكفتي ميزان ، واستخدموا عظام الجمال بعد تنظيفها في الكتابة عليها بمداد اسود أو أحمر بالخط المسند ، كت استخدموا العاج في صناعة الأساور والخواتم وأدوات الزينة والحلي . وعثر في قرية الفاو على قطع منسوجة من الكتان وصوف الأغنام ووبر الجمال ، وهذه القطع تمثل أجزاء من ملابس وأجزاء أخرى كانت تزين ظهور الجمال وتغطي الهوادج ، فالرسوم الجدارية التي تظهر الصور الآدمية مرتدية ملابس فضفاضة وأردية منمقة واستخدام بعض الغرف لأغراض النسيج دليل تقدم صناعة المنسوجات في قرية الفاو ، كما كشفت التنقيبات الثرية عن عدد من الأواني المعدنية وتماثيل وأجزاء من تماثيل آدمية وحيوانية ، وتمثلت الأواني والقطع المعدنية في القدور والسكاكين والإبر والمخايط وأغماد الخناجر والمفاتيح والمراود ومقابض الأواني والأساور والأوزان والمسارج . كما أن المسكوكات من أهم معثورات قرية الفاو لأن معظمها قد ضرب فيها ، وقد عثر عليها في اماكن متفرقة ، وبعضها وجد على السطح ، ومعظم المسكوكات التي عثر عليها ضربت من الفضة ، وأهم تلك المسكوكات مجموعة من القطع الفضية والبرونزية تحمل على الوجه اسم كهل معبود كنده ، وعلى الوجه الآخر شخص واقف أو جالس تحيط به أحرف من خط المسند . ولم يعثر في قرية الفاو على الكثير من الحلي ، وما وجد منها هو أساور من المعدن أو الزجاج أو العاج أو العظام ، وغالباً ما تكون هذه الأساور مزخرفة بزخارف طبيعية جميلة ، كذلك عثر على بعض الخواتم الفضية والنحاسية الحديدية ، وعلى مجموعة كبيرة من الخرز المختلفة الإشكال والإحجام ، بالإضافة إلى مجموعة لأبأس بها من الفصوص ، ومجموعة من المراود النحاسية ودبابيس نحاسية للشعر وغبر نحاسية صغيرة وكبيرة للحياكة . كما لم يعثر في قرية الفاو على أوان زجاجية سليمة من الأحجام الكبيرة إلا أن ماعثر عليه من قطع زجاجية ذات أهمية كبيرة في صناعة الزجاج ، وقد عثر على بقايا أوان وأساور وأدوات زينة وخواتم وفصوص وخرز زجاجي صنعت بطرق عدة ومتنوعة ، وقنينات صغيرة الحجم تستخدم للعطور ومواد التجميل . وصنعت الأدوات الحجرية من الحجار المحلية ومن أحجار أخرى مجلوبة من خارج قرية الفاو منها حجر البازلت والحجر الصابوني وغيرهما ، ومن أهم الأدوات الحجرية الرحى ، وموائد القرابين ، والأحواض ، والمذابح ، وشواهد القبور ، كما عثر على كميات كبيرة من الفخار اتضح بعد تصنيفه ودراسته أنه قد صنع أما باليد أو باليد والدولاب ، أو بالدولاب كلياً ، كما أن بعض الكسر الفخرية عليها كتابات بالخط المسند مثل اسم كهل معبود قرية الفاو ، ويمكن تقسيم فخار قرية بشكل عام إلى فخار خشن ، ورقيق ، ومزجج فالخشن يضم مجموعات عديدة منها ما كان للاستعمال اليومي ، ومنها ماكان لأغراض تجارية أو دينية في المعابد والمقابر ، ومن هذه المجموعات القدور والأزيار والأواني والزمزميات والمصافي وأغطية الأواني ، والفخار الرقيق وهو ذو عجينة أكثر نعومة ونقاء مما يساعد على تنفيذ الزخارف عليها وقد عثر في قرية الفاو على كمية جيدة من الأواني الفخارية الرفيقة أبرزها تلك الكسر النبطية ذات العجينة الحمراء النقية وهي أجزاء من أطباق صغيرة ورقيقة مزخرفة من الداخل بزخارف ملونة باللونين السود والبرتقالي ، والنوع الأخير الفخار المزجج الذي وجد منه كمية كبيرة تمثل أشكالاً لأوان مختلفة منها الزهريات والأطباق والأباريق وغيرها ، وتختلف الزخارف على هذه الأواني الخزفية حسب اختلاف ذوق الفنان ، فهناك زخارف محفورة تتكون من خطوط راسية متجاورة ، كذلك هناك زخارف بارزة تمثل عناصر نباتية محورة عن الطبيعة ، أما عجائن هذه الأواني فمعظمها ناعمة مصفرة تختلف درجة تماسكها وصلابتها من قطعة إلى أخرى وتغطيها طلاءات زجاجية ملونة يغلب عليها اللونان الأخضر والأزرق .