أعلن مركز الأبحاث بقطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اكتشافات أثرية في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية خلال العام الماضي 1431ه (2010م). وقال المركز في تقريره السنوي” إنه تم اكتشاف العديد من الآثار في محافظة تيماء بمنطقة تبوك ، من خلال بعثة مشتركة سعودية ألمانية، حيث تم إجراء تنقيبات أثرية في موقع قرية استكمالاً للأعمال التي بدأها الفريق الأثري في وقت سابق. وأضاف أن من الآثار التي تم اكتشافها في تيماء، نقوش بالخط الآرامي وحلي معدنية وأوانٍ فخارية تظهر عليها زخرفة الفخار المديني الذي عادة ما يؤرخ بنهاية الألف الثاني قبل الميلاد. وفي موقع جرش بمحافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير تمكنت بعثة سعودية من قطاع الآثار والمتاحف من اكتشاف حصن البلدة وهو مبني بالحجر، والعثور على أوان فخارية متنوعة الأشكال، وقطع من الطوب الآجر، إضافة إلى عدد من القطع الأثرية التي جاءت متنوعة في أشكالها وأحجامها ومادة صنعها، حيث عثر عليها في طبقات وفترات تاريخية مختلفة، تعود لفترة ما قبل الإسلام، والفترة الإسلامية المبكرة، والفترة الإسلامية المتأخرة ,كما عثر في الموقع على عدد من الرسومات والكتابات من أهمها نقش يصاحبه رسم لأسد يقاتل ثوراً. وفي جزيرة فرسان بمنطقة جازان أوضح التقرير أن بعثة سعودية عثرت على منشآت حجرية وبقايا لأعمدة حجرية أسطوانية، يرجح أنها بقايا بُلدة أميلوتي التي كانت مزدهرة خلال القرن الثالث قبل الميلاد. أما في كلوة بمنطقة تبوك فقد قامت بعثة سعودية فرنسية مشتركة بالتنقيب في الموقع واكتشف من خلاله العديد من الآثار في موقع كلوة الأثري الذي يعد من المواقع الأثرية المهمة والغنية بالعناصر الأثرية المميزة التي تدل على أن المنطقة شهدت استيطاناً على نطاق واسع منذ فترة مبكرة من حياة الإنسان وامتدت على الأرجح لفترات طويلة متعاقبة , إضافة إلى أنه تم العثور في موقع كلوة على عدد كبير من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية تجسد نشاطات الإنسان في هذه المنطقة، إلى جانب العديد من النقوش من فترة ما قبل الإسلام بالخط الثمودي، وعدد من النقوش والكتابات الإسلامية تعود لفترات مختلفة. وأشار تقرير مركز الأبحاث بقطاع الآثار والمتاحف إلى أن بعثة سعودية فرنسية مشتركة أجرت أعمال تنقيب في موقع الحجر في مدائن صالح، وشملت أعمال التنقيب المنطقة السكنية، ومنطقة جبل إثلب، وقد اختلفت النتائج المستقاة من التنقيب في هذه المواضع بحكم الوظيفة الخاصة لكل منها، كما تفاوتت فترات الاستيطان في المواضع المختلفة من الموقع. وذكر التقرير أن فترة السكنى الرئيسة في الموقع هي الفترة النبطية (القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي)، واستمر استخدام المنطقة السكنية حتى القرن السادس الميلادي، في حين توقف استخدام المقابر المنحوتة في الصخر عند القرن الأول الميلادي. وفي الأخدود بمنطقة نجران عثرت بعثة سعودية من قطاع الآثار والمتاحف على جرة فخارية تحتوي على كنز من العملات وأختام معدنية وأحجار عليها نقوش بالخط المسند الجنوبي. وبين التقرير أن بعثة سعودية بريطانية مشتركة قامت بمسح أثري لبعض مواقع ما قبل التاريخ في جبة بمنطقة حائل، وأخذت صوراً جوية لجبال جبة حيث توجد مواقع النقوش والرسوم الصخرية. كما قامت بعثة سعودية من قطاع الآثار والمتاحف بمسح في محافظة الغاط بمنطقة الرياض، وتنقيبات في موقع القويرة، وعثرت على موقعين للنقوش والرسوم الصخرية. وأشار التقرير إلى أنه في إطار برامج التنقيب المستمرة في مناطق المملكة قامت بعثة سعودية بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالحفر في موقع الهيئة الملكية بالمنطقة الشرقية، كما قامت جامعة الملك سعود بالحفر في موقعي الخريبة (دادان) والمابيات في محافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة. وفي حائل قامت بعثة سعودية بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل بالتنقيب في موقع (فيد) الأثري، كما قامت بعثة مشتركة من منسوبي الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع جامعة إكستر البريطانية بمسح التراث الساحلي لبعض المواقع في فرسان وأملج بمنطقتي جازان وتبوك. وأكد نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان أن الهيئة تعمل حالياً على العديد من مشروعات التنقيب الأثري ومشروعات المحافظة على المواقع الأثرية والتراثية وترميمها وتأهيلها والاستفادة منها في التنمية. وأشار إلى أن المملكة بمساحتها الشاسعة المترامية الأطراف وما تزخر به من الكثير من المواقع الأثرية تجعل مهمة الهيئة صعبة وتتطلب وقتاً أطول. وقال الغبان (إن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، جعل هذه المشروعات في مقدمة اهتماماته ويبذل جهوداً كبيرة لكي ترى النور وهو ما تحقق من خلال المشروعات القائمة الآن، ويأتي ذلك في إطار حرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على إبراز ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من بعد حضاري وعمق تاريخي يمتد لحقب سحيقة ويشمل حضارات إنسانية عريقة).