بقلم | د. مسعود ال جعثم الله الذي خلقنا وأبدع خلقه سبحانه … وزيادة على خلقه لنا كرمنا على سائر المخلوقات … نحن البشر … قال تعالى: ﴿ولقد كرمنا بني آدم …﴾ وزيادة على هذا التكريم .. منحنا مواهب وقدرات ومهارات عظيمة تساعدنا في عمارة هذه الارض … ثم خص المؤمنين بأن يكونوا خلفاء في هذا الكون … قال جل في علاه ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض …﴾ بعد هذا الخلق ثم التكريم ثم الاستخلاف منحنا الله العديد من النعم في اجسادنا تمثل قدرات خارقة للعادة ليست الا للبشر وخاصة المؤمنين منهم !!!! السؤال هنا: ما أهمية هذا التنوع في المهارات والقدرات وما علاقته بخلقنا؟؟؟ لدى كل شخص منا كنوز عظيمة ومنح ربانية … تختلف هذه الكنوز من شخص الى آخر … وتتنوع تنوعاً متناغماً حيث ان هذا التنوع قد تراه عادياً لديك لانك تملكه (( كثرت الامساس تفقد الإحساس)) او لربما انك لم تعرف ذلك عن ذاتك!!!! وهذه مصيبة ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم!!!! لكن الأشخاص الآخرين يرون أهمية تلك الكنوز والتي قد تكون نادرة عندهم أو غير متوفرة فتصبح مهمة للجميع بما فيهم أنت… وأنت… وأنت!!! وهنا يظهر اهمية التنوع الرباني في هذه المكنوزات والقدرات والمهارات من أجل تقوية العلاقات بين الناس وبيان مدى احتياج الناس لبعضهم لتبادل المصالح والأدوار في تلك الكنوز والمنافع … لأجل القيام بمهمة الخلافة في الارض وعمارتها والله جعل الانسان اجتماعي بطبعه لتحقيق الهدف من العمارة ،،، اعتقد ان ما سبق لا يختلف عليه اثنان؟!… ولكن السؤال هنا: هل أدركنا واستوعبنا مالدينا من كنوز عظيمة ؟ هل أكتشف كلاً منا ذاته؟ هل تعرفت على قدراتك ومواهبك ومهاراتك؟ هل تنتظر احداً يأتي حتى يكتشف تلك القدرات والمهارات؟ هل استوعبت ما أريد الوصول اليه!!! ينبغي ان يكتشف كلاً منا الطاقات الكامنة لديه والمهارات التي يتمتع بها والقدرات التي يختلف بها عن الاخرين ثم يبدع فيها خدمة لنفسه أولاً ثم لأسرته ثم مجتمعه ثم وطنه!!! كم من الطاقات المهدرة والمهارات الخفية والقدرات المبعثرة لدينا؟؟؟ اعتقد ان الذي سينتظر حتى يكتشف الناس تلك الكنوز لديه!!! سوف يجيرها ذلك المكتشف لصالحه وتحقيق مصالحه؟؟ والأمثلة على هؤلاء المكتشفين لقدرات ومهارات الاخرين كثيرة ، خذ مثال واحد مروجي المخدرات في بلادنا والذين يستهدفون شبابنا بها غالباً لا يقع في شراكهم الا اصحاب الطاقات والمهارات والقدرات الغير مكتشفة يكتشفونها هؤلاء السماسرة ويستغلونها لترويج سمومهم مستغلين حاجات هؤلاء الأشخاص الذين لم يكتشفوا ذواتهم … وقس على ذلك من الأمثلة حتى على مستوى المجتمعات والدول التي لم تكتشف ذواتها وطاقاتها واكتشفها غيرها واستغلها اسواء استغلال!!! وعليه ينبغي علينا اكتشاف ذواتنا ومهاراتنا وطاقاتنا ومعرفة نقاط قوتنا وضعفنا ثم نطلق لها العنان وفق شرع ربنا خدمة لديننا و لانفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا ووطننا. أعلم ان هناك من الصعوبات والتحديات التي قد تواجهنا لكن الرجال امثالكم لها والابطال قدها … وكل معضلة ولها الآف الحلول . نحن بحاجة لبعضنا خصوصاً في هذا الزمن الذي ينبغي ان يكون الاستثمار فيه في ذواتنا أكثر من اي زمناً مضى.. زمننا هذا شعاره كن أو لن تكون ابداً. د. مسعود آل جعثم