اذا اكرم الله الانسان بمهنة يتشرف فِيهَا بخدمة الناس ثم رزقة الاخلاص في ذلك، فإنها تعتبر كرامة له ولكن هناك مواقف لا يتمناها الطبيب لصعوبة التعامل معها من الناحية الطبية والنفسية وكذلك وقعها على المريض واهله وحيث ان مهمتنا للمرضى تكمن في فصل كلمة المرضى الى كلمتين وإبعاد أحدهما باللغة العربية ( الكلمة الاولى الم والكلمة الثانية رضى ) و باللغة الانجليزية ( disease ) الكلمة الاولى dis بمعنى عدم والكلمة الثانية ease بمعنى الراحة. ومن هذه المواقف على سبيل المثال لا الحصر عندما تأتي حالة بأعراض عادية ويتوقع المريض بأن الموضوع فقط مقابلة المريض وكتابة العلاج وصرفه الدواء ثم المغادرة و بعد مطالعة المريض واخذ التاريخ المرضي والكشف ثم طلب فحوصات اولية يتفاجئ الطبيب بوجود مرضٍ عضال هنا يقف حايراً كيف يبلغ المريض او قريبة التي سوف تكون صدمة لهم وتكدير لفرحتهم حيث يحتاج علاجها الى فترة طويلة ومتابعه وقد يكون نسبة الشفاء بسيطة او الحاله عالية الخطورة هنا موقف لايحسد علية مهما كتب او نصح كيف تشرح الحالات الصعبة او كيف توصل الاخبار السيئة للمريض وأهله ( how to brake bad news ). وهو ينظر الطبيب للمريض وكيف الفرحه تتغير و كيف العبرات تبدأ تتساقط لا شعورياً وكيف تسود الحياه في وجه المريض اذا لم يكن هناك رفع للصوت هل يغلف الكلام بصورة اخرى هل يُطمئنة هل يطلب منه مراجعه أخرى هل …. أسئلة كثيرة. ومن المواقف التي لا يحسد عليها عندما يتوصل لتشخيص الحالة ويعتبره انجاز اكرمه الله به ولكن فرحته لا تتم حيث الحالة من الحالات الميؤس منها (Don't Resuscitate) والتي تعتبر لا يقدم لها انعاش قلب رئوي CPR وكيف يبلغ المريض او قريبه او والدية اذا كان طفلاً يبدأ يلملم اوراقة ثم يتنفس بعمق ثم يبدأ يهمهم لاشعورياً يبدأ يتكلم بالتشخيص و المريض او قريبة او وابوه او امة وهم يقولون بعبارة وصوت خافت هل هناك حالات عاشت وكم عاشت. اترك لمن يقرأ هذا المشاعر وكيف الطبيب يرجع لبيتة ويقابل اطفاله وزوجتة وهو مخنوق وبه عبرات لا يجدون لها تفسير ولماذا هو متضايق ولا يستطيع الافصاح عنها. اتمنى وادعو الله القوي العزيز ان يشفي كل مريض وان يفرح قلوبهم بشفاءه وان يجمع لهم بين الاجر والعافية وان لا يريكم مكروه . د. ظافر عبيد القحطاني