استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز المهنئين بعيد الأضحى المبارك من المشائخ والقضاة ومنسوبي وزارة الدفاع ، ووزارة الداخلية من جميع القطاعات الأمنية ومديري الإدرات الحكومية في المنطقة في صالة الإحتفالات الرئيسية بحي الخالدية بأبها وبادلهم سموه التهاني بمناسبة العيد ونجاح حج هذا العام ، ثم القى الشاعر الملازم أول مهدي مسفر القحطاني قصيدة شعرية. كما أدى المصلون في منطقة عسير صلاة عيد الأضحى المبارك، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وذلك بمصلى العيد الكبير "المشهد" بمدينة أبها. وأم المصلين إمام جامع الملك فهد بأبها الدكتور عبدالله بن محمد بن حميّد الذي استهل خطبته بالتكبير والتهليل، وحمد الله سبحانه وتعالى على النعم الدائمة التي شرعها الله لعباده، وسخرها لهم، وخص موسم الحج بخصائص كبرى وشمائل عظمى من الطاعات، ومنها شعيرة ذبح الأضاحي، التي يستوي فيها الحجاج والمقيمون، اقتداء بسيدنا إبراهيم الخليل وإتباع لسنة نبينا الكريم محمد بن عبدالله عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم، مشيراً إلى أن هذه الديار الآمنة المطمئنة ذات الوحدة الدينية والوطنية والأمن والاستقرار ورغد العيش واجتماع الكلمة ووحدة الصف، بوأها الله تعالى خصوصية تنزل الوحي الإلهي وشرف وجود قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتَرَيٌّمِها بالقيادة السعودية الرشيدة التي تطبق الإسلام عقيدة ومنهجا وتطبيقاً وسلوكا لجديرة بالحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها والوقوف صفاً واحداً ضد كل من يريد أن يعكر صفوها أو يزعزع وحدتها وأمنها ولا تزال هذه البلاد المقدسة بإذن الله ترفل في ثياب أمنها واستقرارها ما دمنا بعقيدتنا متمسكين ولولاة أمورنا محبين وطائعين ولعلمائنا مقدرين ومحترمين ولأمننا واستقرارنا محافظين. وأضاف بن حميّد " لقد تزامن هذا الموسم التعبدي العظيم الذي أدى فيه حجاج بيت الله الحرام مناسك حجهم في أمن واطمئنان، ووفرة في الخدمات والتسهيلات التي تقدمها حكومتنا الرشيدة أيدها الله في كل عام لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين، مرور الذكرى ال 85 لتوحيد هذا الوطن على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، حيث قضى على الفتن والفوضى، وأقام شريعة الإسلام على نور من الله وجاهد في الله حق جهاده هو وجنوده الأبطال من الآباء والأجداد حتى عم الأمن والاستقرار وسادت السكينة والطمأنينة، وأصبح الناس إخوة متحابين، وعلى الخير متعاونين، ثم سلّم الراية من بعده لأبنائه البررة من بعده الذين أكملوا مسيرته المباركة في التنمية والبناء والنهضة والارتقاء مع التمسك بثوابت الدين وعقيدة التوحيد الصافية مع الحرص على محاربة الأفكار الشاذة والمبادئ الضالة التي تقوم على الشرك والسحر والخرافة والبدع والأخذ بمبدأ الوسطية والاعتدال والسماحة والرحمة وإقامة العدل ومحاربة الظلم ونصرة المظلومين والوقوف ضد الظالمين". وأبان في خطبته أن الخارجين عن منهج الوسطية والاعتدال موجودون منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة فأشكالهم ونظراؤهم ونماذجهم السيئة تتكرر في كل العصور، وقد وصفهم رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام بأنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، محذراً المجتمعات من هؤلاء الفئة الخبيثة الضالة الذين يخرجون في كل زمان ومكان على جماعة المسلمين وولاة أمورهم لأنهم تنكبوا مسالك الغلو والتطرف واتهام النيات وإتباع الأهواء والجهل وعدم أخذ العلم الشرعي من أهله الراسخين في العلم إلى جانب إهمال الأسر وغفلتهم عن مراقبة أبنائهم مما أدى بهم إلى التورط في الانضمام إلى بؤر الفتن والجماعات الإرهابية التكفيرية، مستشهداً بذلك كقاعدة الشر وداعش وغيرهما من الطوائف الضالة المضلة خارج الوطن، والتي حذرنا منهم قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وعلماء الأمة الأجلاء. وندد بن حميّد في خطبته بالأعمال الإجرامية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية التكفيرية من تفجير في المساجد وقال الأنفس البريئة من رجال الأمن واستباحة دماؤهم ، داعياً المسلمين إلى الاعتصام بالوحدة الدينية والوطنية إتباعاً لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، ومؤكداً على أهمية وحدة الكلمة وجمع الصف والحذر من الفتن وتجنب مضلات المحن والرزايا، وعدم تصديق الأراجيف والشائعات، وأنه لن يصدَّ تيار التشتت والتفرق والغلو والتطرف إلا الوحدة والاتحاد والتلاحم والترابط والتراحم وتقديم مصلحة البلاد على هوى النفوس، فمحبة الأوطان فطرة الديَّان. وأشار الدكتور بن حميد إلى أن المسلم الصالح يقتضيه صلاحه الوفاء لبلاده وصونها عن الفتن والمحن والصدق في السر والعلن وأن يتحلى بثقافة الحوار والائتلاف والترابط والبعد عن الانقسام والاختلاف وتجنب الحزبيات أو التعصب للمذهبيات، منوهاً إلى حق الوطن على أبنائه في تحقيق المصالح ودرء المفاسد، داعياً خطباء المساجد وأساتذة الجامعات والمدارس والآباء والأمهات في المنازل إلى تعزيز اللحمة بين الراعي والرعية وتحصين العقول والنفوس، لا سيما الأبناء والشباب من اختراقاتهم ثم احتراقهم بآفتي الإرهاب والمخدرات والتكفير والغلو والتطرف. وسأل خطيب جامع الملك فهد بأبها الله تعالى أن يديم على هذه الديار الآمنة وحدة دينها وأمنها واستقرارها، وأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفهم في ظل القيادة الرشيدة التي طبقت الإسلام عقيدة ومنهجا وسلوك.