أصبح الاعتماد المتزايد على استهلاك الدجاج اللاحم مصدر قلق لدى الكثير ، وهو سبب رئيس لاهتمام الناس بشائعات حول قيام الشركات بحقن الدجاج بهرمونات تساعد على النمو السريع ، وأن تلك الهرمونات تسبب خطراً كبيراً على صحة الإنسان . وتحقيقا حول ذلك قامت هيئة الغذاء والدواء السعودية قبل فترة بفحص عينات عشوائية من السوق السعودي ولم تجد أي أثر لتلك الهرمونات ، ويؤكد المصدر أن شركات الدواجن السعودية لا تستخدم الهرمونات إطلاقاً ، ويجدر بالذكر هنا أن مجلس الوزراء السعودي أصدر في عام 1417ه قراراً بحظر استخدام الهرمونات في عمليات تسمين الدواجن . كما أوضح مصدر في أمانة مدينة الرياض أنها شاركت قبل حوالي عام في لجنة حكومية كشفت على العديد من مشاريع الدواجن في المنطقة ، وخلصت اللجنة إلى خلو الدجاج المباع في الأسواق من الهرمونات ومتبقيات الأدوية . كما سبق أن قامت وزارة التجارة السعودية 15/5/1423ه بإصدار قرار حظر استيراد على الدواجن ولحوم الأبقار والأغنام من دول الاتحاد الأوروبي بسبب تلوثها بهرمونات استخدمت في تغذية تلك الحيوانات . وحظر استخدام الهرمونات في تسمين الدواجن والحيوانات هو إجراء دولي منذ عدة عقود ، إلا أن هذا المنع لا ينفي وجود مخالفات من قبل بعض الشركات العاملة في مجال التربية الحيوانية ترصد بين فينة وأخرى . وبحسب أحد المتخصصين فإن ما يفسر النمو السريع للدواجن لدى شركات الإنتاج التجاري هي العناية بسلالات الحيوانات المنتجة ، وكذلك استخدام المضادات الحيوية والتغذية المركزة ، بالإضافة إلى ازدحام الحظائر بالدواجن مما يقلل الحركة لديها وبالتالي إحراق السعرات الحرارية . ورغم كل ذلك ، إلا أن الخطر ليس مقتصراً على استخدام الهرمونات لتسريع النمو ، بل إن استخدام المضادات الحيوية قد يشكل خطراً هو الآخر، حيث إنها تستخدم بكثافة لحماية الدواجن والحيوانات من الأمراض خاصة وأن حشر الحيوانات في حظائر مغلقة ومزدحمة تشكل بيئة مثلى لنقل الأمراض ، فيلجأ المنتجين للمضادات الحيوية بشكل مكثف . وتفرض الدول قوانين تؤكد على وقف استخدام المضادات الحيوية قبل بضعة أيام من الذبح ، وذلك لتوفير ما يسمى ب "الفترة الإنسحابية" وهي التي يفترض أن تتلاشى فيها بقايا المضادات الحيوية من جسم الحيوان . وسبق للدكتور محمد آل الشيخ – المتخصص في الإنتاج الحيواني بجامعة الملك سعود بالرياض – أن نصح بضرورة الطهي الجيد للدجاج ، إذ أن المضادات الحيوية تتأثر بالحرارة ، حيث تؤدي الحرارة إلى تدمير جزئي أو كلي للمادة الفعالة منها ، ومن ثم فإنها قد تصبح غير مؤثرة على الميكروبات الموجودة بصورة طبيعية في الجهاز الهضمي .