استقبل مطار الملك فهد الدولي بالدمام فجر أمس أولى الرحلات الجوية المجدولة القادمة من جمهورية مصر والتي تقل على متنها 132 راكبا سعوديا ومصريا وذلك تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإجلاء الرعايا السعوديين المتواجدين في مصر ومعظمهم من الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة بعد ما تدهورت الأوضاع الأمنية وخوفا على أرواحهم وذلك على الرحلة رقم " اس في 320 " في تمام الساعة الواحدة من صباح أمس . وكان من المقرر أن تصل الرحلة في تمام الساعة التاسعة والعشرين دقيقة بتوقيت المملكة إلا أنها تأخرت وبرر بعض القادمين على الرحلة سبب تأخير إقلاعها من القاهرة ، بسبب الزحام الذي يشهده المطار خلال عمليات إجلاء العديد من الدول لرعاياها وفي مقدمتهم المملكة وكان في استقبال القادمين المدير المناوب لمطار الملك فهد عبدالله الخضير ومدير العلاقات العامة احمد العباسي وعدد من المسؤولين بالمطار . وفي حديث لصحيفة الرياض في عددها اليوم الثلاثاء بين المواطن سلمان العامري بأن سفارة خادم الحرمين الشريفين في مصر كان لها دور كبير ومشرف في مساعدة المواطنين السعوديين وأجلائهم من وسط الأحداث الدامية التي تشهدها مصر باستحداث خط هاتفي لاستقبال جميع الاتصالات وحثهم بشكل عاجل لمغادرة مصر وتحديد نقاط التجمع وتسهيل كافة الأمور لضمان عدم دخولهم إلى وسط العاصمة وتعرضهم لا قدر الله للأخطار . وقد شهد مطار الملك فهد بالدمام قدوم العديد من العائلات السعودية والمصرية في حين ازدحمت صالة المطار منذ وقت مبكر بالمستقبلين وامتزج الاستقبال بدموع الفرح والابتهاج بسلامة الوصول وقد ظهرت على القادمين ملامح التعب والإجهاد ، وكانوا يقصون ما شاهدوه بألم وذهول لما حدث من احداث مروعة تجبرهم على الرحيل لأسباب لم يتعودوا عليها . وقد تضاربت الأنباء حول عدد السعوديين الواصلين في مطار الملك الدولي بالدمام وذلك لعدم حصر الأعداد بالجنسيات ومازال في مطار القاهرة قرابة الثلاثين الف سعودي ينتظرون العودة إلى ارض الوطن عبر المنافذ الجوية للخطوط الجوية السعودية عبر الرحلات الاستثنائية التي وجه بتسييرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث ستصل قرابة 8 رحلات و 18 طائرة جامبو وقال المواطن حسين بن ضيف الله القحطاني بأن هناك قصورا كبيرا في الخطوط السعودية بالقاهرة بوجود موظف وحيد يستقبل طلبات المئات ويضيف باني لم أجد أحدا من السفارة قدم لي مساعدة وخصوصا بأن لدي مريضا وذلك لتكدس أعداد كبيرة من السعوديين في المطار منتظرين العودة لأرض الوطن . وعن سبب تواجده في مصر قال القحطاني كنت في رحلة علاج ابني ولم استكمل العلاج وخرجت انا وابني من غرفة العمليات الى المطار مباشرة حيث ترك الأطباء غرفة العمليات خالية وتوجهت الى المطار مباشرة اما عن هواتف السفارة فهي مشغولة بشكل مستمر . وقال الطالب عمر الجاسر احد الطلاب المبتعثين ان الوضع صعب جدا وما يظهر في وسائل الاعلام شيء مختلف عما نرى ونسمع وكان من المفترض ان تكون الرحلة في تمام الساعه 6 مساء ولكنها تأخرت الى الساعه 8 ولم نصل الا فجرا وهناك فوضى لا تطاق ابدا . وقال سعيد حسين العامر لقد ارسلت لي السفارة السعودية في مصر رسالة على الهاتف المحمول تخبرني بأن علي الاتجاه الى المطار مباشرة وهذه بادرة اسعدتني كثيرا وكان الطريق المؤدي الى المطار مزدحما بشكل غير طبيعي حيث توجهت الى مطار القاهره في تمام الساعه 12 ظهرا ومن المفترض ان تقلع في تمام الساعه الخامسة مساء وتصل بشكل طبيعي 8 مساء ولكنها اقلعت متأخرة والآن الساعه الثالثة فجرا فكان التأخير امرا غير متوقع ولم نتعرض الى مواقف استغلال او سرقة في منطقة تدعى "بلبيس الشرقية" ، كما ان طريق المطار لا يوجد فيه امن يذكر. وقال احمد الرميحي هناك أكثر من 700 عائلة سعودية بانتظار الرحلات مشيراً إلى حدوث حالة اغماء وارتفاع في السكر لوالدته وتمت مساعدته على وجه السرعة . وذكرت لولوة الدوسري انها كانت تعاني من مأساة حقيقية في مصر وقالت أرقام السفارة مشغولة مشيرة إلى انهم لم يتعرضوا لعمليات سرقة ولكن عادت وقالت جميع المحال التجارية والسوبر ماركت في مصر خلت من الاغذية نظرا لعمليات السرقة وهذا ما كنا نعاني منه بجانب الخوف ". من ناحية اخرى أكد نائب القنصل لشؤون الرعايا السعوديين في الإسكندرية رياض الكعبي بأن ثلاث طائرات نقلت نحو 99 في المئة من المواطنين السعوديين المتواجدين في الإسكندرية، مؤكدا أن السفارة اتصلت بكل السعوديين المسجلين لديها، كما أنها اتصلت ببعض السعوديين من غير المسجلين لديها. وقال الكعبي: "إننا في الإسكندرية طلبنا من كل السعوديين التواصل معنا، وذلك لتأمين عودتهم لأرض الوطن سالمين"، مضيفا "قمنا بتنفيذ خطة عمل بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وتم نقل 600 شخص غادروا"، مستدركا "هناك بعض السعوديين فضلوا البقاء مع أهلهم لأنهم من أصول مصرية". وتابع "لم نسجل أي حالات أذى لمواطن سعودي". وعن الذين أضاعوا وثائقهم قال: "إن عددهم 45 شخصا، وهناك أشخاص لم يتمكنوا من الحصول على وثائقهم لأسباب مختلفة، منها أن أحدهم ترك أوراقه لدى زميل له"، مشير إلى أنهم نقلوا بعد جهود بذلتها السفارة في القاهرة مع الحكومة المصرية.