تقرير مثير نشرته جريدة "القدس" الفلسطينية وأشارت فيه إلى أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تستغل مواقع التواصل الاجتماعي ومنها موقع الفيسبوك في الحصول على معلومات حول العرب بما يهدف أغراضها التجسسية". وهو ما تؤكد عليه إعلامية مصرية، رفضت ذكر اسمها، في تصريحات ل "كل الوطن " مشيرة إلى انها "سبق لها أن حاولت تأسيس مجموعة على الفيسبوك اثناء الأزمة الشهيرة التي وقعت بين مصر والجزائر في أعقاب المباراة الفاصلة للصعود إلى مونديال كأس العالم الماضية والذي أقيم في جنوب أفريقيا في عام 2010، وكان الهدف من الجمعة هو جمع شباب مصري وجزائري بهدف تهدئة الأجواء والتأكيد على العلاقات المصرية الجزائرية المصرية والتي شهدت تعاوناً غير مسبوق بلغ حد الدعم المصري العسكري لشباب الجزائر في ثورتهم ضد الاحتلال الفرنسي". وتضيف الإعلامية المصرية قائلة "بمجرد الإعلان عن تاسيس المجموعة وبدء عملها، فوجئت بان القائمين على موقع الفيسبوك يقومون بإزالتها تحت زعم انها تؤجج لمشاعر الكراهية رغم ان الهدف ألساسي لها يتناقض مع هذا الزعم جملة وتفصيلاً". وتضيف قائلة "شعرت وقتها أن القائمين على الموقع يرغبون في ان تبقى نيران الفتنة مشتعلة وان لا تهدأ الأجواء بين الشعبين المصري والجزائري باي صورة من الصور". ولا تستبعد الإعلامية المصرية في تصريحاتها أن "تكون هناك أياد للموساد وغيرها من أجهزة التجسس الإسرائيلية تريد العبث في البلدان العربية وتستغل المعلومات المتوفرة على مواقع مثل الفيسبوك وتويتر وغيرها من اجل تأجيج مشاعر الفرقة واستغلال المعلومات والأحاديث التي تجري من خلال تلك المواقع لرصد طريقة تفكير الشعوب العربية بصورة عامة والشباب العربي بصورة خاصة". ومن جهته، اشار مصدر أمني مصري، في تصريحات ل "كل الوطن" إلى أن "إسرائيل تريد معرفة كل كبيرة وصغيرة عن مصر، وتسعى إلى استغلال كل المعلومات المتاحة بهدف زيادة قدراتها التجسسية". ويبرهن المصدر الأمني، والذي رفض ذكر اسمه، على كلامه بالتفاصيل التي كشف عنها النقاب الجاسوس طارق عبد الرازق، والذي ألقت المخابرات المصرية القبض عليه مؤخراً في عملية رائعة للمخابرات المصرية. حيث ذكر الجاسوس في اعترافاته أن "الموساد طلب منه تأسيس شركتين للاستيراد والتصدير وإنشاء موقعين على الإنترنت بهدف استلام السير الذاتية لأكبر عدد ممكن من الشباب العرب بما يضمن التعرف على كافة المعلومات عنهم، وهو ما سهل عليه إمداد الموساد بمعلومات لا حصر لها عن الشباب العرب، وبالطبع كان عدد هؤلاء الشباب كبيراً جداً في ظل ما يعاني منه الشباب العربي من بطالة وفقر وظروف معيشية تجعله يتعلق باي فرصة عمل، وهي المعلومات التي تم استخدامها لبناء ملفات شخصية لعدد كبير من الشباب العرب للحكم على شخصياتهم وتحليلها واختيار الضحايا من بينهم فيقاعهم في شباك الموساد". ما قاله المصدر الأمني المصري، ومن قبله ما سردته الإعلامية المصرية، في تصريحاتهما ل "كل الوطن" يعكس حجم الخطر الذي يتعرض له الشباب العرب من خلال تلك المواقع، وهو ما دفع البعض في مصر للدعوة إلى حسن التعامل مع تلك المواقع وإخضاع المعلومات التي يتم تداولها على تلك المواقع لما يشبه الرقابة الذاتية من جانب المستخدمين وبما يضمن عدم الوقوع في شباك اجهزة التجسس عن دون قصد. وهو ما حدث في حالة الشاب محمد والملقب بالعميل رقم "9". وهي القصة التي أوردتها صحيفة القدس الفلسطينية. واشارت فيها إلى ان "محمد شاب فلسطيني من عائلة ثرية، وجامعي حاصل على البكالوريوس في هندسة التقنيات المتقدمة، عاد من أوروبا للعمل في قطاع غزة". واضافت الجريدة أن "تحقيقات تنظيمات المقاومة الفلسطينية كشفت أن محمد والملقب ب"العميل رقم 9" الذي أطلقه عليه "الشاباك" مسئول عن تقديم معلومات مكنت جيش الاحتلال الإسرائيلي من تصفية ثلاثة من كبار الخبراء في مجال التصنيع العسكري في أحد الفصائل الفلسطينية. وأضافت أن "هذا العميل أسقطته المخابرات الإسرائيلية أثناء وجوده في أوروبا، وقد دشن بتعليمات من الشاباك موقعا إلكترونيا ومنتدى للشباب، خصص للحديث عن المقاومة. وقام الشاباك بمساعدة محمد بإثراء الموقع بمواضيع ذات علاقة بتصنيع السلاح والعبوات الناسفة، حيث كان الشاباك يحرص على تضمين هذه المعلومات بحلقة مفقودة لتحفيز المهتمين بالتواصل مع محمد وبالتالي جمع المعلومات. وأضافت الجريدة أن "الشاباك طلب من محمد وضع ملفات قرصنة لاختراق أجهزة حاسوب زوار الموقع وغالبيتهم من الأذرع العسكرية لحركات المقاومة في غزة والعراق، من أجل الحصول على معلومات شخصية عنهم. ومكنت هذه المعلومات من الكشف عن 3 من المقاومين وخبراء التصنيع العسكري في المقاومة الفلسطينية، وتمت تصفيتهم". وأكد خبراء أمنيين أن كثافة المعلومات التي وضعها محمد على موقعه، ومن ضمنها شفرة إسقاط طائرات الاستطلاع دون طيار، أثارت شكوك رجال المقاومة، فتم اعتقاله والتحقيق معه، وسرعان ما انهار وقدم معلومات وافية عن كيفية ارتباطه وطبيعة المهام التي قام بها لصالح المخابرات الإسرائيلية، فتم إعدامه في أوج العدوان الإسرائيلي على غزة أواخر 2008 ومطلع 2009. وكانت وسائل إعلام عربية وغربية كشفت مؤخرا أن شبكات المواقع الاجتماعية تخضع للرقابة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختصة لاستقطاب الشباب في الدول العربية، خصوصا الدول ذات العلاقة بالصراع العربي– الإسرائيلي. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر أمنية فلسطينية تحذيرها من أن "جهاز الشاباك والذي يخضع مباشرة لرئيس الحكومة يوظف الإنترنت والمواقع الاجتماعية في إسقاط العملاء" مشيرة إلى أنه "في كثير من الأحيان يلجأ عملاء المخابرات الإسرائيلية إلى التواصل مع أكبر عدد من الشباب الفلسطيني عبر غرف الدردشة والمنتديات والماسنجر" والفيسبوك وتويتر وماي سبيس وغيرها عن طريق تجميع اكبر كم من المعلومات عنهم وكذلك استخدام صورهم وبياناتهم على تلك المواقع لابتزازهم وتجنيدهم". وأكدت مصادر أمنية لصحيفة "القدس" الفلسطينية أن "الشاباك" يوظف المعلومات التي يضعها المستخدمين عن أنفسهم وحول معارفهم في المواقع الاجتماعية، وتحديدا "فيسبوك" ويستغلها في بناء ملفات شخصية لعدد كبير منهم لتحليل شخصياتهم واختيار الضحايا المناسبة لعمليات التجسس. متابعات