أظهرت البيانات الاقتصادية الحديثة ارتفاع حجم التبادل التجاري بين المملكة وماليزيا بنسبة 20 في المائة، في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي. فقد أظهرت البيانات التي كشفتها السفارة الماليزية لدى المملكة -بمناسبة يوم الاستقلال الوطني ال57 في ماليزيا- ارتفاع التجارة الثنائية بين البلدين ثلاثة أضعاف إلى 3.07 مليار دولار في نهاية العام الماضي مقارنة ب955 مليون دولار في 2000. وقال القنصل العام الماليزي لدى السعودية محمد عبد الرزاق: إن حجم الواردات السعودية من ماليزيا في 2013 بلغ 1.09 مليار دولار معظمها منتجات كهربائية وإلكترونية، صناعات معدنية، آلات، قطع غيار، مواد كيميائية، ومنتجات خشبية. في حين كانت صادرات المملكة إلى ماليزيا في معظمها نفط خام ومكرر ومنتجات كيميائية، وتأتي السعودية في المرتبة ال19 كأكبر شريك تجاري لماليزيا وفي المرتبة ال16 كأكبر دولة مستوردة منها. في هذه الأثناء، أبدت شركات ماليزية استعدادها لتبادل الخبرات مع نظرائها الشركات السعودية من أجل تطوير التجارة والمشاريع المشتركة بين ماليزيا والمملكة. جاء ذلك خلال لقاء استضافته غرفة الشرقية بين وفد رجال الأعمال الماليزيين مع نظرائهم السعوديين بحضور عضوي مجلس الإدارة صالح السيد وفيصل القريشي وأمين عام الغرفة عدنان وعدد من رجال الأعمال. وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول رفع مستوى التبادل التجاري، وسبل تطوير التعاون بين الشركات في البلدين، بما يخدم مصالح الطرفين. وقال رئيس الوفد الماليزي خير الدين أحمد بن إلياس إن هناك حاجة ماسة لمزيد من برامج ومشاريع التعاون المشترك بين الشركات والمؤسسات التجارية في البلدين لإيجاد سبل ومخارج جديدة لمنع حدوث أي طارئ يطال الاقتصاد جراء أي أزمة اقتصادية تحدث في المستقبل. وأعرب إلياس عن استعداد الجانب الماليزي لبذل جهود مشتركة مع الشركاء السعوديين، وتبادل الأفكار والخبرات، في شتى المجالات الاقتصادية، مشيراً إلى أن ماليزيا لديها الكثير من الطروحات والبرامج والمشاريع، التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع الشركاء السعوديين بحكم التنوع الاقتصادي القائم في ماليزيا. من جانبه قال امين عام الغرفة عدنان النعيم إن المملكة العربية السعودية وماليزيا بلدان صديقان، تربطهما علاقات تجارية قوية جدا، ترجمت إلى إنشاء صندوق استثماري سعودي ماليزي، متوقعا لهذه العلاقة المزيد من النمو في المستقبل. وفي مارس الماضي، كشف مسؤول في غرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة عن عرض قدمه وفد ماليزي يتضمن توقيع وإبرام اتفاقيات خاصة لتبادل الأبحاث والمعلومات في مجالات اقتصادية مشتركة. وأشار المسؤول إلى أنهم أعربوا عن حاجتهم في تأمين نحو مليون وحدة سكنية خلال السنوات الخمس المقبلة. في حين ذكر رئيس مجلس إدارة الغرفة ماهر جمال أن تشابه الظروف مع الماليزيين يساعد في إيجاد منابر وحلقات للتعاون في ظل مشاريع لديهم تتضمن التسويق لمكةالمكرمة كواجهة اقتصادية وحضارية قادرة على أن تكون عاصمة للاقتصاد الإسلامي. واعتبر أن الاتفاقيات التي ستبرم مستقبلا مع الوفد الماليزي أو غيره من الوفود التجارية التي تقوم بزيارة غرفته في الوقت الحالي ضمن جدول زمني أعد مسبقا. من جانبه، دعا المفوض التجاري في قنصلية ماليزيا خيرول أنور الوفد الماليزي إلى زيادة التبادل التجاري بين الجانبين باعتبار أنه لم يأخذ الحجم الذي ينبغي أن يكون عليه، وقال التبادل التجاري الثنائي بين المملكة، وماليزيا قفز من 260 مليون دولار في عام 1990م إلى 3.06 مليار دولار لعام 2013م، ونحن نأمل في المزيد.