قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ حسين آل الشيخ، المسلمين في خطبة الجمعة أمس، إن الإسلام شرع العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها، وهي تحمل المقاصد العظمى والغايات الكبرى التي ترجع في أصلها إلى تهذيب النفوس وتزكية القلوب وتطهير الجوارح والسير بها إلى أرفع القيم وأزكى الشيم، وإن من ذلك شهر رمضان بما تضمنه من عبادات جلى وقروبات فضلى . وأشار إلى أن رمضان بما فيه من صيام وقيام وإطعام، مدرسة يجب أن تجعل المسلم في أعلى ما يكون من الأخلاق الفضلى والمثل العليا، مستشهدا بقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". وأوضح فضيلته، أن من أهم حقائق التقوى التمثل بالأخلاق الكريمة والصفات النبيلة فعلا وقولا وسلوكا ومنهجا، فقد قال صلى الله عليه وسلم "اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ الناسَ بخلُق حسن"، موضحا أن الإسلام يريد من المتعبد أن يتحلى بالأخلاق الحسنة وأن يتصف بالمعاملات الكريمة، لقوله صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم". وقال الشيخ حسين آل الشيخ، إن أكمل العابدين وأفضل الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه ربه بقوله "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ولهذا أقرب الناس محبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم منزلة يوم القيامة أحسنهم أخلاقا، حاثا المسلمين على أن يستلهموا من العبادات كل جميل رفيع من الأخلاق والمثل والصفات مستمدين منها كل ذوق سليم وكل فعل جميل وقول نبيل لتملأ حياتهم الحب وتسودها المودة بمختلف صورها. وذكَر إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، المسلمين بتحذير النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين من العدول عن هذه المقاصد الكريمة للعبادات الجليلة حين قال "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم". مؤكدا أن الفحش ليس من أخلاق أهل الفضل والعبادة والإحسان وأن العنف ليس من سجية عباد الرحمن، سائلا الله عز وجل، أن يمن على الجميع بكل خلق رفيع وكل قول نبيل.