تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن القاسم، في خطبة الجمعة أمس، عن الوقت واستثماره, قائلا، الوقت هو زمن أعمار الآخرة وبناء السعادة أو الهدم وطول الشقاء, ولشرفه أقسم الله بأجزائه بل أقسم بالزمن كله ليله ونهاره قال الله تعالى "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى". وقال، وفي مضي الليالي والأيام ذكرى وعظة للمتقين, قال جل شأنه "وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا". وأوضح الشيخ القاسم، أن كل حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهبها لله تعالى، مبينا أن الله أثنى على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى "تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود". وأوضح أن من وصايا أبي بكر الصديق، لعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، إن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل, وعملا بالليل لا يقبله بالنهار, قال ابن مسعود رضي الله عنه "ما ندمت على شيء, ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي, ولم يزدد فيه عملي". مضيفا، إن السلف رحمهم الله، يغتنمون لحظات أعمارهم, فعمروا زمانهم بما يرضي ربهم . وحذر فضيلته من ذهاب عمر العبد بدون استغلاله بالتقرب فيه إلى ربه قائلا، الأيام معدودة إن ذهب يوم نقص عمرك, وذهاب البعض أمارة على ذهاب الكل، مشيرا إلى أن الرابح من العباد من أغتنم زمانه بما ينفعه, والمغبون من فرط فيه. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن خير ما تعمر به الأوقات وترفع به الدرجات، حفظ كتاب الله العظيم وتدبره ومراجعته، فهو كنز ثمين وتجارة رابحة، إضافة إلى أن من نال حفظه شرف ومن تلاه عز ومن قرب منه عظم، ومنزلة العبد في الجنة في آخر آية يرتلها منه . وذكر فضيلته أن خير ما تعمر به الأوقات وترفع به الدرجات أيضا التزود من العلم الشرعي، بحضور مجالس العلم وحفظ الأحاديث النبوية ومتون أهل العلم المصنفة في العلوم الشرعية, وتبليغ الدين وبر الوالدين وصلة الأرحام، ترضي الرحمن، والمداومة في زيارة الأهل والصالحين والصحبة الصالحة، جميعها من الأمور التي يستغل بها الزمان للتقرب إلى المولى المنان. وأوصى الشيخ القاسم، الوالدين باستغلال الأجازة لتكون مغنما لقرب الأب من أبنائه, يملأ فراغ قلوبهم ويهذب سلوكهم ويقوم عوجهم, وقال، واجب الأب نحو أبنائه عظيم, والأم عليها من الواجب تجاه بناتها مثل ما على الأب.