حثّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، الآباء والأسر على استثمار الإجازة واستغلالها مع أبنائها فيما يفيدهم وينفعهم، داعياً إلى الاستفادة من أوقات الفراغ والعطل فيما يفيد الإنسان في دنياه وآخرته، مشيراً إلى أن خير ما تُعمر به الأوقات وترفع به الدرجات حفظ كتاب الله العظيم ومراجعته وتدبره، فهو كنز ثمين وتجارة رابحة، إضافة إلى أن من نال حفظه شرُف ومن تلاه عزّ، ومن قرب منه عظُم، ومنزلة العبد في الجنة في آخر آية يرتلها منه. وأضاف فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف إن "خير ما تعمر به الأوقات وترفع به الدرجات التزود من العلم الشرعي بحضور مجالس العلم وحفظ الأحاديث النبوية ومتون أهل العلم المصنفة في العلوم الشرعية، وتبليغ الدين وبر الوالدين وصلة الأرحام ترضي الرحمن، والمداومة في زيارة الأهل والصالحين والصحبة الصالحة، جميعها من الأمور التي يستغل بها الزمان للتقرب إلى المولى المنان".
وأوصى الشيخ القاسم الوالدين باستغلال الإجازة لتكون مغنماً لقرب الأب من أبنائه، يملأُ فراغ قلوبهم، ويهذب سلوكهم، ويقّوم عوجهم، وقال: "واجب الأب نحو أبنائه عظيم، والأم عليها من الواجب تجاه بناتها مثل ما على الأب".
وحذر فضيلته من ذهاب عمر العبد بدون استغلاله بالتقرب فيه إلى ربه، قائلاً: "الأيام معدودة إن ذهب يوم نقص عمرك، وذهاب البعض أمارة على ذهاب الكل"، مشيراً إلى أن الرابح من العباد من اغتنم زمانه بما ينفعه، والمغبون من فرط فيه".
وأكد الشيخ القاسم على استغلال الوقت واستثماره، قائلاً: "الوقت هو زمن إعمار الآخرة وبناء السعادة أو الهدم وطول الشقاء، ولشرفه أقسم الله بأجزائه، بل أقسم بالزمن كله ليله ونهاره، قال الله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) ".
وزاد قائلاً: "وفي مضي الليالي والأيام ذكرى وعظة للمتقين، قال جل شأنه: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) ".
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن "كل حياة النبي صلى الله عليه وسلم- وهبها لله تعالى"، مشيراً إلى أن "الله أثنى على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود) ".
وقال القاسم في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف: "إن من وصايا أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار.
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي"، مضيفاً أن السلف -رحمهم الله- يغتنمون لحظات أعمارهم، فعمروا زمانهم بما يرضي ربهم.