تحقق شرطة محافظة قرية العليا في حادثة اعتداء تعرض لها مؤذن جامع غانم، إضافة إلى رسائل نصية قصيرة عبر «الموبايل»، تحوي عبارات تهديد تلقاها المؤذن وإمام الجامع، جاء في إحداها تلويح ضمني بالقتل. وفيما يربط بعض سكان قرية العليا، الذين تحدثوا ل «الحياة» بين تلك الحوادث وبين نشاط إمام الجامع في مواجهة «تيارات التطرف والغلو»، يستبعد الإمام الشيخ بندر زايد المطيري ذلك، وإن أبلغ «الحياة» بلجوئه إلى الجهات الأمنية لمعالجة القضية. وبدأت القضية حين تلقى مؤذن جامع غانم رسائل تهديد شديدة اللهجة. وقال إمام وخطيب الجامع رئيس مركز التنمية الأسرية في قرية العليا الشيخ بندر المطيري، في تصريح ل «الحياة»: «تضمنت الرسائل التي تلقاها مؤذن الجامع أنه سيتعرض للضرب، إضافة إلى عبارات سب وشتم»، مضيفاً: «اقترحت على المؤذن أن يتوجه إلى الجهات الأمنية وإبلاغها بذلك التهديد. وكان المؤذن حينها مسافراً، وفور عودته يوم السبت الماضي، تهجم عليه شخص في الجامع وضربه، وتدخلت جماعة الجامع، وأبعدوه عن المؤذن. وبعدها تقدم ببلاغ إلى الجهات الأمنية التي اكتشفت أنه صاحب رسائل التهديد، التي وصلت إلى موبايل المؤذن». وأوضح المطيري أن «شفاعات ووساطات جماعة الجامع والوجهاء في القضية أنهت الخلاف بينهما»، مضيفاً: «تلقيت يوم الأحد الماضي رسائل تهديد بالضرب إضافة إلى السب والشتم، وتهديد مبطن بالقتل، حين كتب في رسالته «أنت لا تساوي عندي شيئاً، كلها مئة ألف ريال أدفعها»، في إشارة إلى دية القتل. ويكمل: «توجهت للمحافظة، وقدمت بلاغاً بذلك. وبعدها راجعت الشرطة وحررت محضراً بذلك وأخذوا أقوالي، وتمت معاينة الرسائل وتدوينها في المحضر». وأردف: «لا أعرف أي أسباب للقضية»، موضحاً أن المحاضرات والدورات والخطب التي كان يلقيها «متوافقة مع خط وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولم أذكر شيئاً يخالف الدين. وكل خطبي عبارة عن آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ولم أشكك في أحد معين أو أحرض عليه في المحاضرات التي ألقيها عن التطرف والمعتقدات الفكرية الضالة الهدامة». وأبان أن «القضية هي الآن بين يدي الجهات الأمنية، ممثلة في محافظ قرية العليا خالد الصفيان، الذي وجّه الجهات المعنية باتخاذ إجراءاتها النظامية في القضية، ورفعها إلى إمارة المنطقة الشرقية». بدوره، قال مساعد الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية الملازم أول محمد الشهري: «إن القضية كانت خلافاً بين المؤذن وأحد المواطنين»، مضيفاً: «لم أتلق – بصفتي متحدثاً - شيئاً عن رسائل التهديد»، التي أشارت إليها مصادر «الحياة». وأردف أن «التحقيق متواصل في القضية، لمعرفة ملابسات الخلاف».