لم يكن في مخيلة رجل الأمن م.ح.ر من شرطة منطقة الجوف المكلف في مكةالمكرمة لخدمة ضيوف الرحمن، إن يتعرض لموقف صعب خصوصاً انه يتأهب إلى العودة إلى الجوف بعد انقضاء مهمته . وفي نفق شعب عامر والذي يمتد طوله إلى كيلو متر بالقرب من الحرم المكي، يستدير رجل الأمن إلى صوت استنجاد من رجل يماني الجنسية يطلب إخراجه من زحام السيارات لإنقاذ زوجته حيث أنها على وشك الولادة وكان في طريقه إلى مستشفى النساء والولادة بمنطقة العتيبية بحي جرول، إلا إن الزحام الشديد أعاق وصوله. وبالرغم من محاولة رجل الأمن ورفاقه إخراج الوافد اليماني من هذا الزحام ألا أنه لم يستطع ذلك . وفي هذه الأثناء بدأت الزوجة "مصرية الجنسية" الولادة دون رغبة منها وعندما أحست بذلك وبداية خروج الطفل صاحت بزوجها ومن حولها ، مما حدى برجل الأمن الدخول إليها برفقة زوجها بالسيارة وبمساعدتها بإخراج الطفل بعد أن استعان رجل الأمن بزوجته عبر الهاتف الجوال لتزوده ببعض التعليمات الخاصة بالتوليد، حيث وضع سجادة كانت بحوزته وقام بمساعدة المرأة بإخراج الطفل إلا انه لم يستطع قطع الحبل السري حيث رشق عليها الماء ولف الطفل بالسجادة . ثم عاد إلى محاولته السابقة بإخراج السيارة من الزحام وقد تخلل الزحام والذهاب بها للمستشفى .حيث قال الطبيب لوتأخرت ربع ساعة لتوفيت هي وطفلها بسبب ثاني أكسير الكربون الذي يخرج من عوادم السيارات، مع بقاء الحبل السري بين الطفل ووالدته الذي لم يستطع رجل الأمن قطعه خوفاً من ألحاق الضرر بها وبطفلها. الوافد اليماني قدم شكره وتقديرة لرجل الأمن م.ح.ر وزميله الآخر م.ح.خ الذي كان برفقته وساعده في إخراجه من الزحام .وأمام هذا الموقف قام والد الطفل من الجنسية اليمنية بإطلاق اسم محمد على الطفل وهو اسم رجل الأمن تقديراً منه ووفاء لما قام به .