أطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين احتشدوا احتجاجا على مقتل الزعيم العلماني المعارض شكري بلعيد يوم الأربعاء (6 فبراير). وطالب المتظاهرون الذين رفعوا لافتات ورددوا هتافات باستقالة رئيس الوزراء حمادي الجبالي واشتبكوا مع الشرطة التي طوقت المنطقة القريبة من وزارة الداخلية بالعاصمة تونس. وألقى أفراد الشرطة القبض على بعض المحتجين بعد وصول العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب ومركباتها إلى منطقة الاحتجاجات، وتفجرت مظاهرات في أنحاء تونس مهد انتفاضات الربيع العربي في أعقاب اغتيال بلعيد الذي كان ينتقد بقوة سياسات حركة النهضة الإسلامية بينما كان يهم بمغادرة منزله إلى عمله يوم الأربعاء رميا برصاص مسلح فر وراء شخص آخر على دراجة نارية. وقذف ألوف المحتجين في أنحاء تونس أفراد الشرطة بالحجارة واشتبكوا معهم في مشاهد على غرار الاضطرابات التي شهدتها مصر الشهر الماضي، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيال بلعيد وقال زعيم حركة النهضة إن حركته لا صلة لها بالأمر، من ناحية أخرى رفضت حركة النهضة يوم الخميس مقترح الجبالي تكوين حكومة كفاءات وطنية مصغرة في أعقاب الاحتجاجات التي فجرها اغتيال بلعيد، ووافق الاتحاد العام التونسي للشغل على إضراب عام يوم الجمعة (8 فبراير) احتجاجا على مقتل بلعيد الذي قالت أسرته أن جنازته قد تقام في ذاك اليوم أيضا.