قرر رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي تشكيل حكومة من كفاءات وطنية لا تنتمي إلى أي حزب سياسي لتتولى القيام بمهام محدودة تشمل تسيير شؤون البلاد إلى حين إجراء انتخابات عاجلة. وأوضح الجبالي في كلمة توجه بها أمس إلى الشعب التونسي عبر التلفزيون أن الحكومة المنتظرة ستشمل جميع الوزارات بما فيها وزارات السيادة على أن تلتزم بالحياد عن جميع الأحزاب وتعمل من أجل الخروج بالبلاد من الوضعية الاستثنائية التي تمر بها والوصول إلى انتخابات سريعة وشفافة ونزيهة, مؤكدًا أن جميع وزرائها ومساعديهم لن يشاركوا في الانتخابات القادمة. ودعا رئيس الوزراء التونسي المجلس التأسيسي والأحزاب السياسية والمنظمات والإعلام إلى تزكية الحكومة المنتظرة ودعمها، ورأى أنه بإمكانها أن تفتح أبواب الأمل أمام الشعب التونسي وتحقق ما أمكن من برامج تنموية ومقاومة غلاء المعيشة وتحقيق الأمن وفرص العمل. وكان اغتيل صباح أمس، المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد بالرصاص أمام منزله، فيما ألغى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، مشاركته في القمة الإسلامية بالقاهرة، وقرر العودة بشكل عاجل إلى تونس بعد اغتيال القيادي بلعيد. وقال غسان الدريدي، وهو أحد مستشاري الرئيس التونسي، إن المرزوقي «قرر العودة الى تونس، وأعربت الرئاسة التونسية عن «بالغ صدمتها» من «اغتيال الوجه الحقوقي والسياسي المرحوم شكري بلعيد»، داعية التونسيين إلى «التنبه إلى مخاطر الفتنة» و»ضبط النفس». وحذرت الرئاسة في بيان من مخاطر الفتنة والفرقة التي تسعى بعض الأطراف إلى بثها بهدف جر الشعب التونسي إلى دوامة العنف». كما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بأكبر قدر من الحزم اغتيال المعارض بلعيد. وعبر عن قلق باريس من تصاعد العنف السياسي في تونس. من جانبها، دانت السفارة الاميركية في تونس اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد واصفة هذا الاغتيال ب»الفعل الشنيع والجبان». وقالت السفارة الاميركية في بيان ان الولاياتالمتحدة «تدين بشدة الاغتيال الذي وقع هذا الصباح مستهدفا شكري بلعيد المعارض التونسي البارز زمن (الرئيس المخلوع زين العابدين) بن علي»، معتبرة انه «لا يوجد أي مبرر لهذا الفعل الشنيع والجبان، كما أن العنف السياسي لا مكان له في خضم مرحلة الانتقال الديموقراطي التي تمر بها تونس.» من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل عنصر أمن في مواجهات أمس بين الشرطة ومتظاهرين في العاصمة تونس التي شهدت تظاهرات وأعمال عنف اثر اغتيال المعارض اليساري بلعيد. وقالت الوزارة في بيان ان عنصر الامن لطفي الزار (46 عاما) لقي حتفه «بعد تعرضه لإصابة على مستوى الصدر بحجارة أثناء عملية تفريق مجموعة من المحتجين بجهة باب الجزيرة (وسط العاصمة) كانوا بصدد الاعتداء على بعض المحلات التجارية». من جانبهم، اقام المتظاهرون متاريس في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس عصر أمس، ومنعوا الشرطة من التقدم وهاجموها بالحجارة قبل ان تصل تعزيزات أمنية وتفرقهم باستعمال مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع. حسب مصدر محلي. واضاف المصدر نفسه ان المتظاهرين اغلقوا الطريق امام سيارات الامن بحواجز حديدية وبقطع كبيرة من الحجارة وبصناديق القمامة المشتعلة وبطاولات المقاهي، وهاجموها بوابل من الحجارة، في اطار موجة الاحتجاجات على اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد.