تفاجأ أبناء متوفى سعودي بعد مرور أكثر من 6 أشهر على وفاته و30 عاما على حادثة سير تعرض لها برفقة صديقه بمطالبة عائلة الصديق بدفع الدية. وكان حادث مروري وقع للسيارة التي كان يقودها سالم الرجل الأربعيني آنذاك وبصحبته صديقه الذي فقده في الحادث نفسه. يقول ابن سالم الأكبر أحمد حول تفاصيل الحادث: "نجا أبي من الحادث الذي ذهب ضحيته صديقه إبراهيم الذي كان رفيقه الدائم في السفر وأعز أصدقائه، ولأنه كان يقود السيارة أدخل إلى السجن بتهمة القتل غير العمد"، مضيفا: "استقبلت عائلة إبراهيم نبأ موت الأب بحالة من الحزن، ورغم مرارة الفقد إلا أن المبادئ والإنسانية لم تمت فقد عفت عائلة صديق والدي المكونة من ثلاثة أبناء وبنتين وطفلين صغيرين عن أبي بحكم الصداقة والقرابة. وفعلا أفرجت المحكمة عن والدي بعفو أبناء الميت، على أن يُنتظر الطفلان الصغيران حتى يكبرا وتؤخذ رؤيتهما في القضية إما العفو أو الدية". ويضيف: "ومرت السنوات وكلا العائلتين تعيشان حياتهما طبيعية، لكن موت والدي جراء مرض ألم به أعاد فتح القضية مرة أخرى"، مشيرا إلى أنه إبراءً لذمة والده ولقضاء ما عليه من ديون، اتجه لعائلة صديق أبيه إبراهيم بعد أن أخذ معه كبير القبيلة ... بعد لقاءنا بعائلة إبراهيم كنا نتلمس أن نجد ما وجدناه قبل ثلاثين عاما حيث طغت الإنسانية على الماديات في الوقت الذي كان والدي حيا، ولكن الآن وبعد أن مات تفاجأنا من مطالبة عائلة إبراهيم بدفع الدية حتى وإن كان الجاني والمجني عليه ميتين". وتواصلت (الجزيرة أونلاين) مع عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المنيع لمعرفة الحكم الشرعي لهذه القصة وأفاد المنيع بأنه: "يحق للصغار أخذ دية والدهم بعد أن بلغوا وإذا كان المدعى عليه متوفى فإن ورثته يسددون عنه "وأضاف:"ليس شرطا أن تكون الدية كاملة بل ينظر إلى نسبة الوفاة فإن كان الخطأ 100%تدفع الدية كاملة وإن كانت أقل تقدر النسبة حسب السبب". ومن ناحية أخرى يرى المحامي والخبير القانوني خالد الشهري أن حق القصاص على المدعى عليه يسقط بمجرد وفاته ويطبق عليه الدية من قبل ورثته وتقدر الدية حسب تقرير الحادث من قبل المرور ونظرا لطول المدة إذا لم يوجد تقريرا للمرور فأن عليهم بالدية الشرعية المقررة نظاما والتي يفصل فيها القاضي وفق ما يراه.