تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة عددا من القضايا العربية كان من ابرزها الازمة السياسية والاحتجاجات في مصر. نبدأ من صحيفة الغارديان حيث كتب جاك شنكار مراسل الصحيفة في القاهرة تقريرا بعنوان الحكام الجدد يجدون أن المصريين لم يعودوا يقبلون بالقواعد القديمة . ويقول شنكار، الذي كان يغطي الاحتجاجات امام قصر الاتحادية الرئاسي، إن المعارضة التي تجددت قواها ترفض الخضوع لسلطوية الماضي. ويضيف أن المؤسسات الحكومية في شتى انحاء العالم عادة تحظى بقدر كبير من التأمين ولكن في القاهرة لمس الاحتجاج على مقربة من مقر السلطة وترا حساسا لدى المصريين. ويقول شنكار إن الغالبية العظمى من المصريين على مر العصور نشأوا على أن وجودهم غير مرغوب فيه وغير ذي جدوى بالقرب من اروقة السلطة حيث تتخذ القرارات التي تسير حياتهم. واردف شنكار إن مصر كانت على مر التاريخ دولة تنظر فيها النخبة الحاكمة الى الشعب على انه كتلة يجب اخضاعها بمزيج من الترغيب والترهيب. ويضيف إن هذا الاسلوب في الحكم استمر حتى سقوط مبارك اثر موجة عارمة من الاحتجاجات. ويرى شنكار أن الاخوان المسلمين الذين تولوا الحكم مؤخرا يريدون الابقاء على نفس الاسلوب السلطوي في الحكم، حيث يعتمدون على الاسلوب الاقصائي ويرفضون التعددية. ويضيف أن مرسي، الذي انتخب ديموقراطيا بفارق ضيق للغاية محافظ للغاية، ويمكن وصفه بأي شيء خلاف الديمقراطية. فعلى الرغم من الخطب الثورية عن الثورة وشهدائها، إلا ان نظام مرسي ابقى على الجهاز الامني الذي قتل الثوار بنفس صورته القديمة. وقال إنه في الايام المئة الاولى من حكم مرسي سجلت 88 حالة من التعذيب على يد الشرطة ادت 34 منها الى الوفاة. واضاف إنه يكفي النظر إلى المكلفين بكتابة الدستور حتى نرى أن مرسي يريد الابقاء على الحكم السلطوي، حيث يمكن القول إن مسودة الدستور تكاد ان يكون قد انفرد بكتابتها مجموعة من الرجال الاسلاميين المحافظين المتقدمين في السن بعد التخلص من الاصوات المعارضة. ويقول شنكار إن النخبة الاسلامية الحاكمة ليست راغبة او قادرة على تطبيق العدالة الثورية ولن تفتح آلايات السلطة للشعب. وهذا يعني انه بالنسبة للكثيرين، ومن بينهم الملايين الذين صوتوا لمرسي دون ان يشاركوه في فكره السلطوي، لم تتحقق وعود وآمال الثورة، وهذا يعني ان الثورة مستمرة. ويضيف إنه من الصعب على مرسي والاخوان المسلمين الاستمرار في القول إن الاحتجاجات ليست سوى اعمال تخريب او خيانة خاصة انها تتزايد وتتزامن مع استقالة عدد كبير من المسؤولين والمستشارين الرئاسيين ومع رفض السفراء المصريين في الخارج الاشراف على الاستفتاء على الدستور. ويختتم شنكار مقاله قائلا إن استمرار الاحتجاجات و الاستقالات من قبل المسؤولين واكتساب الاحتجاجات المزيد من الزخم سيجعل من المستحيل على مرسي ان يبقي الحال على ما هو عليه. ويضيف إن الزمن تغيير والمصريين اصبحوا على اعتاب السلطة بصورة فعلية ورمزية ولايمكن لأي قوة تتجاهل ذلك ان تبقى لفترة طويلة. ننتقل الى صحيفة الديلي تلغراف حيث كتبت روث شيرلوك مراسلة الصحيفة في بيروت قائلة إن دمشق تواجه خطر التدمير الشامل . وتقول شيرولك إن المعارضة السورية المسلحة تستعد لحملة ساعة الصفر التي يخططون فيها لدخول دمشق، مما يزيد من احتمال تدمير دمشق بصورة تامة في الشهور القادمة. وتضيف إنه بينما تتقاتل القوات الحكومية مع المعارضة المسلحة على مشارف دمشق، قال محلل في دمشق للتلغراف إن القتال سيهزم طموحات الجانبين. وقال بيتر هارليغ وهو مدير مشروع برنامج الشرق الاوسط في مجموعة الازمة الدولية للصحيفة دمشق قد تتعرض لدمار تام. النظام متحصن في بعض مناطق دمشق والمعارضة السياسية غير قادرة على تقديم صورة للمستقبل او للخروج من الازمة . ويضيف قد تشهد دمشق نفس قدر الدمار الذي شهدته بلدات اخرى ولكن الامر سيكون اكثر سوءا عن غيرها، فما الذي قد تجنيه عن تدمير مركز السلطة؟ ومع تقدم المعارضة المسلحة من المدينة، حذرت الولاياتالمتحدة من أن الرئيس السوري بشار الاسد قد يستخدم اسلحة كيميائية ضد السوريين. واضافة الى خطر الابادة بالاسلحة الكميائية، يحذر هارلينغ من أنه في حال فشل المعارضة السياسية في توحيد صفوفها ومد يد التسوية للموالين للحكومة، فإن محاولات دخول دمشق لن ينجم عنها سوى اخفاق وحمام دماء. وقال هارليغ للصحيفة إن سوريا قد تتحول الى دولة فاشلة. واضاف لا يمكن ترك المعارضة المسلحة تشن هجمات على العاصمة دون توحيد صفوف المعارضة السياسية. ننتقل الى صحيفة الفاينانشال تايمز حيث اعدت هبة صالح تقريرا من القاهرة بعنوان العنف يزيد من متاعب مرسي . وتقول صالح إن الضغوط تزايدت على الرئيس المصري محمد مرسي للقيام ببعض التنازلات لتخفيف الازمة السياسية بعد ان نجمت ليلة من العنف بين مؤيديه ومعارضيه الى مقتل خمسة واصابة 670 شخصا. وتقول صالح إن مجلسا من اكبر رجال الدين في مصر طلب من مرسي تعليق العمل بالسلطات الاضافية التي منحها لنفسه الشهر الماضي وان يجري حوارا مع جميع الاطراف. ودعا معهد البحوث الاسلامية في جامعة الازهر ايضا الى وقف جميع الاضرابات والاعتصامات للمساعدة في خلق اجواء اكثر هدوء للحوار. وتطالب جبهة الانقاذ المعارضة، التي تضم ائتلافا من الجماعات اليسارية والليبرالية والعلمانية، مرسي بالتخلى عن السلطات الاضافية التي حصل عليها بموجب الاعلان الدستوري الذي اعلنه في اواخر الشهر الماضي وان يرجئ الاستفتاء على الدستور الجديد. وتقول صالح إن الاعتراض على القوى الجديدة التي تولاها مرسي وعلى تعامله مع الاحتجاجات والعنف تسبب في موجة من الاستقالات بين مستشاري الرئاسة وكبار المسؤوليين، حيث استقال عصام الامير رئيس التفزيون المصري ورفيق حبيب نائب رئيس حزب العدالة والحرية المنبثق عن الاخوان المسلمين، كما استقال اربعة من مستشاري الرئاسة. وتنقل صالح عن مراقب غربي في القاهرة قوله اعتقد ان صورة الاخوان المسلمين تضررت ولكن الجميع ارتكبوا اخطاء. ما زال هناك مخرج من الازمة، وما زال هناك فرصة، وهذه الفرصة لتجنب المزيد من العنف يمكن الحصول عليها بإرجاء الاستفتاء .