حتى الإعصار المدمر ساندي الذي كان حديث العالم، وخلف وراءه مدن أشباح في الولاياتالمتحدة، لم يشغل 30 مليون ناخب أمريكي عن الإداء بأصواتهم لانتخاب رئيسهم الرابع عشر، إلى حد السماح لسكان المناطق التي ضربها الإعصار بالتصويت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إدراكاً من الشعب الأمريكي الذي يعيش تجربة ديمقراطية صارمة، أن الإعصار سيمضي، بينما سيبقى الرئيس والشعب معاً لمحو آثاره، وأيضاً لمواجهة المقبل من الأعاصير. ساعات تفصل الشعب الأمريكي عن موعد إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية 2012 حيث يدلي ملايين المواطنين الامريكيين بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد من بين المرشح الجمهوري ميت رومني، والرئيس الحالي باراك أوباما لولاية ثانية لمدة أربع سنوات، تنتهي في 2016. وعلى الرغم من بعض التفوق الطفيف للرئيس اوباما حسب بعض التوقعات، إلا أن غالبية معاهد استطلاع آراء الناخبين تشير إلى نتائج متقاربة جدا لكلا المرشحين. وأشارت نتيجة آخر استطلاع إلى تقدم للمرشح الجمهوري ميت رومني على نظيره أوباما في ولايتي فلوريدا وكارولاينا الشمالية، وهما من الولايات المتأرجحة التي لم تحسم أمرها بعد، وهي ولايات؛ أوهايو، وأيوا، ونيفادا، وكارولينا الشمالية، وفلوريدا، تلك التي ولا موقفها المجهول لكان بالإمكان التنبؤ من سيكون رئيس البيت الأبيض. فيما نشرت صحيفة الاندبندنت تقريراً لدايفيد اوزبورن بعنوان "اوباما يشتم رائحة النصر - لكن هل فعل ما يكفي". يقول فيه اوزبورن ان الرئيس الامريكي باراك اوباما رقص على إحدى المنصات خلال حملته الانتخابية في أوهايو كما أنه تلقى دعماً من مغني الروك الشهير بروس سبيرنيغستي الذي أعلن عن دعمه لأوباما الاثنين وقال له أمام الآف من مؤيديه "سينتابك شعور رائع عندما ترى نتيجة التصويت غدا". ويضيف أوزبورن أن " مصير اسطورة باراك اوباما ليست في يديه الآن او بين يدي مستشاريه في حملته الانتخابية انما بين ايدي المواطنين الامريكيين الذين سيدلون بأصواتهم في مراكز الاقتراع". بيد أن فضائيات ووكالات أنباء أعلنت في قبل قليل بلوغ نسبة ترشيحات الرئيس أوباما 50%، في تطور جديد، قد يعطيه بصيصاً من أمل في فترة رئاسة ثانية. وتجرى انتخابات الرئاسة الامريكية بالاقتراع الحر غير المباشر، حيث يختار المواطنون ما يطلق عليه مصطلح كبار الناخبين، ويشكل هؤلاء بدورهم هيئة انتخابية تقوم بالتصويت لهذا المرشح أو ذاك. وشكلت هيئة الناخبين الكبار بموجب التعديل الثاني عشر على الدستور الامريكي الذي اقر عام 1904، ويجري تحديد عدد كبار الناخبين عن كل ولاية بنسبة توازي عدد ممثلي هذه الولاية من شيوخ ونواب في الكونجرس فيما عدا ولاية واشنطن العاصمة التي لا تملك نواباً لهم حق التصويت في الكونجرس لهذا تمت اضافة 3 ممثلين عنهم للتصويت في الانتخابات الرئاسية الامريكية منذ العام 1961. ويبلغ العدد الاجمالي لاعضاء الهيئة الانتخابية 538 مقسمين على الولايات وتأتي في المقدمة ولاية كاليفورنيا كونها أكثر الولايات سكاناً ويمثلها 55 ناخباً كبيراً، ثم تكساس ( 38) وفلوريدا (29) وهناك ولايات صغيرة حدد لها ثلاثة ناخبين حداً أدنى. وبسبب سلبيات هذا النظام الانتخابي المعقد فهناك احتمالات ان تسفر نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية عن فوز احد المرشحين رغم عدم حصوله على غالبية الاصوات المطلقة فدرالياً، وحصل ذلك على سبيل المثال عام 2000 عندما فاز المرشح الجمهوري جورج بوش على منافسه الديمقراطي آل جور كما تكرر مثل هذا الامر فعلياً ثلاث مرات في تاريخ الانتخابات الرئاسية الامريكية.