لا مكان يخلو منهم.. هكذا أبدى سكان العاصمة الرياض استياءهم من انتشار ظاهرة التسول في المدينة بشكل كبير وملفت دون وجود رادع خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وأشار الموطنون والمقيمون على حد سواء أن الظاهرة باتت مزعجة خاصة لتواجد وتزاحم المتسولين أمام المساجد وبجوار إشارات المرور والمراكز التجارية وحتى المستشفيات . ويقول المواطن عبد الرحمن الهاجري:" عند كل إشارة تجد متسولاً وربما أكثر، وعلى الطرقات في كثير من الأحياء تجد نساء يفترشن الأرض ومعهن أطفالهن، وأمام المساجد" ، مشيرا إلى أن المتسولين يستغلون الشهر الفضيل لاستجداء قلوب المارة". ولا يستبعد أن تكون هناك عصابات تدير هؤلاء المتسولين، قائلا:" أين دور الجهات المختصة ومكافحة التسول؟! أصبحنا لا نفرق بين المحتاج وغير المحتاج". فيما تقول أم عبد الله:" عند خروجي من إحدى المستشفيات فوجئت بسيدة تنادي علي وعندما أجبتها بدأت تحكي قصتها وكيف أنها تسعى لشراء دواء لطفل يتيم"، مشيرة إلى أن السيدة لم تكتفٍ بالقليل من المال بل نادت زوجها وبدأت تروي قصتها أمامه مرة أخرى طالبة مبلغ محدد وهو 100 ريال وتابعت اللحاق بهما حتى خروجهما من المستشفى". يذكر أن التسول ينشط في شهر رمضان نشاطا محموما لاستدرار عطف المحسنين والخيرين الذين يقبلون بدورهم في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر على فعل الخيرات والصدقات وإخراج . وقد ألقت إدارة الضبط الإداري بشرطة منطقة الرياض القبض خلال حملاتها الميدانية على 306 متسولين ومتسولات في شهر واحد، وفي ذات الإطار نفذت لجنة مكافحة التسول في مدينة تبوك حملة أمنية أسفرت عن القبض على 19 متسولة ومتسولا من جنسيات مختلفة. وذكر مدير مكتب المتابعة الاجتماعية المكلف أحمد بن مطير أبو شامة استمرار الحملات الميدانية المكثفة بشكل يومي لضبط المتسولين، مشيراً إلى أن أكثر أماكن تواجد المتسولين جوار الأسواق والمجمعات التجارية.