شهدت أسواق الخضار في مدينة الرياض ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الأساسية خلال الأيام الخمسة الماضية، وبلغت نسب الارتفاع في بعض السلع لحوالي 70 بالمئة. فيما ارتفعت أسعار الفواكه لأكثر من 30 بالمئة. وقد برر الكثير من الباعة غلاء أسعار السلع الاستهلاكية إلى سيطرة كبار التجار على سوق الجملة بسوق العزيزية، مع غياب غير مبرر من لجان المراقبة خلال الحملة التي أطلقتها وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك. (الجزيرة أونلاين) قامت باستعراض الأسعار لسوقي البديعة والشمال واستطلاع آراء الكثير من المستهلكين والباعة حول سر الارتفاع المفاجئ لتلك السلع. كان سوق البديعة الأكثر ارتفاعاً إضافة إلى التلاعب على الزبائن في أساليب تعبئة السطول التي نادراً ما تكون ممتلئة. أما سوق الشمال فقد لوحظ فيه الارتفاع في كل السلع بمختلف أنواعها، إلا أن السلع الأساسية كانت الأكثر ارتفاعاً وبنسب تجاوزت ال 70 بالمئة في بعضها. أبو سالم أحد الباعة الذي حاورنا بعقل الخبير والمحلل الاقتصادي معدداً الكثير من الأسباب التي تفسر تلك الارتفاعات المفاجئة. وذكر (أبو سالم) أن سبب الارتفاع جاء بسبب التصدير إلى دول الخليج من قبل التجار الذين يقومون بتخزين المنتجات الزراعية لتأمين الطلبات الخارجية، وبخاصة في الصيف حيث يقل المحصول بسبب شح المياه وحرارة الجو مما يجعل التصدير يؤثر على أسعار المنتجات. وأضاف أبو سالم إن الارتفاع الأكبر في الأسعار شمل الكوسا والخيار والطماطم والبامية عن غيرها من المنتجات الأخرى التي شهدت ارتفاعاً طفيفاً في السعر. حيث سجل كرتون الكوسا ارتفاعاً بنسبة 50 بالمئة فبعد أن كان يباع في سوق الجملة ب 40 ريالاً أصبح الآن ب 80 فيما كان كرتون الخيار ب 35 وأصبح الآن ب 80 وكرتون البامية من 80 إلى 140 و 150 وتصل أحياناً كثيرة إلى 160 ريالا. الطماطم الكرتون 25 إلى 40. ومن الخضرة إلى الورقيات حيث استقبلنا البائع أبو عبدالله الذي أبدى امتعاضا شديداً بسبب رفع التجار لأسعار الورقيات. وذكر أبو عبدالله أن أسعار الجملة لحزمة البقدونس والكزبرة والجرجير كانت ب 70 هللة وأصبحت الآن ب 90 هللة إلى ريال والبصل الأخضر من ريال إلى ريال ونصف وكذلك الأمر مع الخس حيث ارتفعت الحزمة التي تحوي أربعة عروق من الخس من 2.5 إلى 5 ريالات. ويقول أبو عبدالله أجبرنا على رفع الأسعار بسبب جشع التجار في هذا الموسم كما اعتدنا ووضعنا ذلك في إحراجات كثير مع زبائننا. ومن سوق الخضار والفاكهة إلى البصل والثوم حيث يذكر (أبو حسن) أن كيس البصل الذي يباع ب 10 ريالات أصبح يباع ب 12، مع اختلاف السعر من بائع إلى آخر بحسب سوق الجملة الذي رفع الأسعار على البائعين. ويقول أبو حسن إن الارتفاع طال حتى البصل المصري والهندي الذي زاد سعره بحوالي 20 بالمئة. وأضاف أبو عبدالله بأن الثوم كان يباع كرتونه ب 50 والآن يتراوح ما بين 70 و 75. ونبيع الأكياس الصغيرة على 9 و 10 ريالات فيما كنا نبيعها مسبقاً على 6 و 7 ريالات. وعن مدى رضا المواطنين استوقفنا أحدهم وهو (ناصر العيار) الذي عبر عن أسفه لما يحصل من تلاعب في الأسعار دون حسيب أو رقيب، وأوضح العيار بأنه لا يزال في حيرة من الأسس التي تبنى عليها تسعيرة المواد الغذائية والخضروات واصفاً السوق السعودي خصوصاً بأنه يسير بعكس العالم. وعن السلع التي لا تزال أسعارها ثابتة، يقول العيار "يمكنك الملاحظة بأن الباعة لا يقومون بتعبئة السطول بل يملؤونها إلى النصف ليوهموا المشتري بأن الأسعار لا تزال كما هي". وأبدى العيار غضبه من مستوى التعبئة في السوق حيث يقوم بعض البائعين بتعبئة السطل بأنواع مختلفة من نفس الصنف بحيث يصبح سعر السطل مربحاً لهم وأوضح العيار بأنه رأى ذلك بعدم وجود ملصقات المنتج على بعض هذه المنتجات الزراعية. (عبدالله الحربي) من جهته أوضح أن ارتفاع أسعار الخضار أرحم بكثير مقارنة بالسلع الاستهلاكية الأخرى. من جهته يقول (أبو سالم) إن سبب الارتفاع جاء بسبب التصدير إلى دول الخليج من قبل التجار الذين يقومون بتخزين لتوفير الطلبات الخارجية وبخاصة في هذا الموسم حيث إن المحصول في الصيف يقل لشح المياه وحرارة الجو ما يجعل التصدير يؤثر على أسعار المنتجات.