أثارت تصريحات منسوبة لأحد الدعاة الذين ينتمون للتيار السلفي، تتضمن إساءات بحق البابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل، أزمة جديدة في مصر، دفعت عدداً من المحامين إلى التقدم ببلاغات ضد الشيخ السلفي، اتهموه فيها ب"ازدراء الدين المسيحي." وأدانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، في بيان أصدرته الثلاثاء، حصلت عليه CNN بالعربية، تلك التصريحات المنسوبة إلى "الشيخ" وجدي غنيم، والتي ذكر فيها: "بالأمس بفضل الله تعالى، هلك رأس الكفر والشرك، هذا المسمى شنودة"، مشيراً إليه باسمه الحقيقي، نظير جيد، والذي توفي السبت الماضي عن عمر 89 عاماً. وفيما لم يمكن لCNN التأكد من مصداقية "رسالة صوتية" منسوبة لغنيم على عدد من المواقع الإلكترونية، فقد أكدت المنظمة الحقوقية على "رفض محاولات إهانة أي من الأديان السماوية، أو الرموز الدينية، بأي حال من الأحوال، وكذا التأكيد على دور الدولة في حماية معتقدات مواطنيها." وشدد البيان على "ضرورة أن تحظر الدولة أي دعوة للكراهية الدينية، بشكل تحريض على التمييز أو العداوة أو العنف، أو أي مجاملة، أو أشخاص يقوم بنشاط يستهدف إهدار أي حق من حقوق الإنسان المعترف بها عالمياً." وإذ أعربت المنظمة، في بيانها، عن "انزعاجها الشديد من مثل هذه التصريحات، وتكفير بعض المواطنين"، فقد اعتبرت أن "مثل هذه التصريحات لا تعد من قبيل حرية الفكر والاعتقاد"، وذكرت أنها من شأنها "إشاعة قيم التعصب والتطرف الديني، ونبذ التسامح." ودعا البيان "المجتمع المصري بأكمله، إلى مواجهة مثل هذه الحملات"، وشدد على أنه "لا يحق بأي حال من الأحوال، إطلاق هذه التصريحات ضد واحداً من رموز الأمة المصرية، وصاحب باع طويل في العمل العام والديني." إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية بأن عددا من المحامين المسيحيين، من بينهم نبيل غابريال، رئيس منظمة "نور الشمس للتنمية وحقوق الإنسان"، تقدموا بعدة بلاغات إلى النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، يتهمون غنيم فيها ب"ازدراء الدين المسيحي"، و"الإضرار بالوحدة الوطنية"، و"التمييز ضد طائفة من طوائف المجتمع." وأشارت التقارير إلى أن المحامين طلبوا من السلطات المصرية إرسال مذكرة إلى الشرطة الدولية "الإنتربول"، لملاحقة الشيخ السلفي وتقديمه للقضاء، مع التشديد على أن البابا الراحل كان "رمزاً بارزاً من رموز الوطنية الشامخة، وحصناً منيعاً لوأد الفتن الطائفية، وصمام الأمان للوحدة الوطنية"، بحسب ما جاء في تلك البلاغات. ونشرت العديد من المواقع الإلكترونية تسجيلاً صوتياً للداعية السلفي وجدي غنيم، بعد قليل على إعلان نبأ وفاة البابا شنودة، اعتبر فيه البابا الراحل بأنه "رأس الكفر"، كما وصفه بأنه "أحد أبرز الشخصيات وضوحاً في معاداة الإسلام"، على حد قوله.