تفاوت أسعار التمور بين مختلف الأسواق والمحلات في جدة أصبح ظاهرة لافتة لكثير من المستهلكين، وخاصة فى الأسواق العشوائية التى تنخفض فيها الأسعار بقدر كبير عن بعض المحلات الأخرى، والتى تبيع نفس النوعية من التمور. البعض يرجع هذا التفاوت إلى مجموعة من العوامل أبرزها إقدام الأسواق العشوائية على بيع النوعيات الأقل جودة على أنها جيدة بعد «توجيه» العبوات وخاصة التنك الكبير لتكون النوعيات الجيدة فى الأعلى والأسفل وغير الجيدة فى الوسط .. فى حين يرى البعض أن العبوات جميعها تنتج في مصنع واحد. والذي يتم هو وضع الملصقات على العبوات بأسماء المحلات التى تبيعها لإظهار أن هذه النوعية تنتجها هى فقط وبدرجة عالية من الجودة . فيما يذهب البعض إلى أن سبب اختلاف أسعار البيع فى المحلات عن الأسواق العشوائية يرجع إلى مظاهر الديكورات الفارهة، والتكاليف المبالغ فيها على تجهيز المحل والتى يحاول التاجر تعويضها بمضاعفة السعر على المستهلك بشكل كبير. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المواطنين داخل سوق التمور في حي «الجامعة « في جدة وتعرفت على مدى رضاهم عن الأسعار، وجودة المنتجات المعروضة . سيارات للمحلات ويسجل المواطن مصلح العبيدي أنه يلاحظ وجود الكثير من السيارات المتوقفة بالقرب من مسجد « بن لادن» تبيع التمر ويملكها العديد من العمالة الوافدة تعرض التمر المعبأ في «تنك» ويتجمع عليه الذباب بشكل لافت ومقزز. ويتساءل : أين الجهات المختصة في متابعة مثل هذه الأسواق عن هؤلاء الباعة الذين يتواجدون أمام الجميع. ومضى العبيدي يقول: اكتشفت أن معظم هذه السيارات والعمالة المتواجدة فيها تابعة لبعض المحلات داخل السوق والتي تتعمد توقف السيارات بالقرب منها لتبيع على الزبون بسعر أقل من المحل ففي حال رغب المستهلك الشراء من المحل أو السيارة فإن المبلغ في النهاية يصب في جيب صاحب المحل الذي ترتفع مبيعاته من خلال وجود أكثر من منفذ. أما عبده المهداوي فيقول من المؤسف أن كثيرا من المستهلكين يشترون من هذه الأسواق غير النظيفة، ولعل من أبرزها الأسواق في جنوب ووسط جدة والتي تسيطر عليها العمالة «الهندية والبنغالية» ولعل اللافت في هذه الأسواق التفاوت الكبير في الأسعار، وكثرة الغش فأنت تجد البعض يبيع تنكة التمر الصفري «الكبير» بسعر «90» ريالا في حين يبيعها آخرون بسعر"130» ريالا بحجة جودة المنتج، وأن النوعية فاخرة ويقوم بفتحها من الجانبين . ويشير إلى أن المفاجأة هى «توجيه» العبوات بأن تكون النوعية الجيدة «حبة كبيرة» في أسفل وأعلى التنكة، ومن ثم نوعية أقل جودة فى منطقة الوسط .. وكثير من المستهلكين يقعون ضحية هذا الغش. وعند مراجعة البائع يزعم أنه ليس له دخل في التعبئة وإنما الغش يأتي من المورد. ويؤكد المواطن أحمد السلمي أنه وقع كثيرا ضحية للغش خصوصا في النوعيات التي تعبأ في التنك .. ويقول : هذا الأمر الذي جعلني لا أعود لشرائها واستبدلتها بالعبوات التي تزن كيلو. ولكني اكتشفت أن هذه العبوات جميعها تنتج في مصنع واحد والذي يتم هو وضع الملصقات المختلفة بأسماء المحلات التي تقوم ببيعها، وكل ما في الأمر أن هذه المحلات تقوم بطباعة هذه الملصقات على العبوات وبيعها بسعر يختلف عن التي تباع في الأسواق العشوائية والتي لا تحمل أي اسم تجاري. البحث عن الأسماء التجارية ويرى علي الشمراني أن معظم الأسواق العشوائية المنتشرة في وسط وجنوبجدة لا تبيع النوعيات الجيدة، ويكثر فيها الغش والتحايل .. ويقول : اشتري احتياجاتي من محلات وأسماء تجارية معروفة رغم الارتفاع الكبير في أسعارها إذ يبلغ سعر الكيلو من بعض الأنواع نحو 100 ريال لكن هذه المحلات تعنى بالنظافة والتغليف الجيد والنوعيات الممتازة. من جهته،أوضح مصدر مسؤول في أمانة جدة أن هناك لجان مراقبة في البلديات الفرعية تقوم بجولات ميدانية لرصد الأسواق العشوائية،وتتابع بشكل يومي جميع الأسواق الشعبية والعشوائية، وترصد المخالفات في هذه الأسواق وتتخذ الإجراءات اللازمة ضدها.