طالبت اللجنة الوزارية العربية، المعنية بالأزمة السورية، دمشق بالتنفيذ الفوري والكامل لجميع تعهداتها إنفاذا للبروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسوريا وضمان توفير الحماية للمدنيين السوريين. وذكرت اللجنة في بيان أصدرته في ختام اجتماعها في القاهرة البارحة برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه، «رغم التقدم الجزئي في تنفيذ بعض الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة السورية بموجب خطة العمل فإن اللجنة تدعوها للتنفيذ الفوري والكامل لجميع تلك التعهدات إنفاذا للبروتوكول الموقع في هذا الشأن». وقررت اللجنة منح البعثة الحيز الزمني الكافي لاستكمال مهمتها وفقا لأحكام البروتوكول على أن يقدم رئيس البعثة تقريره في نهاية الشهر الأول من مهمة البعثة «نهاية يناير الحالي» إلى الأمين العام للجامعة العربية تمهيدا لعرضه على اللجنة. كما قررت اللجنة أن يواصل الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي التنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة لتعزيز القدرات الفنية للبعثة. ودعت الحكومة السورية ومختلف الجماعات المسلحة للوقف الفوري لجميع أعمال العنف وعدم التعرض للمظاهرات السلمية لإنجاح مهمة البعثة. وعبرت اللجنة عن إدانتها الشديدة للتفجيرات الإجرامية التي وقعت في دمشق ولكل أعمال العنف والقتل الموجه ضد المواطنين السوريين. وأكدت ضرورة توفير المناخ الملائم وتقديم الدعم السياسي والإعلامي والمالي واللوجستي للبعثة وزيادة عدد أفرادها وتعزيز تجهيزاتها حتى تتمكن من إنجاز مهمتها على الوجه المطلوب، وحث الدول الأعضاء على الإسراع في دفع مساهمتها المالية في هذا الشأن. وأوصت برفع المبلغ المخصص لتمويل الأنشطة الخاصة بتنفيذ خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية من مليون دولار إلى خمسة ملايين دولار قابلة للزيادة وفقا لظروف ومتطلبات بعثة المراقبين. وطالبت اللجنة كافة أطراف المعارضة السورية بتكثيف جهودها لتقديم رؤيتها السياسية للمرحلة المقبلة في سوريا حتى يتسنى البدء في الانخراط بعملية سياسية تحقق تطلعات الشعب السوري وفقا لقرارات مجلس الجامعة العربية في هذا الشأن. وأشادت اللجنة الوزارية في بيانها بالجهود المقدرة والعمل الميداني الذي تقوم به بعثة المراقبين في ظروف صعبة ووسط مخاطر جمة، منوهة بدقة المعلومات التي قدمها رئيس البعثة وما اتسم به عرضه من موضوعية وحيادية. وكانت اللجنة عقدت بعد ظهر أمس اجتماعا مغلقا دام نحو خمس ساعات بعيدا عن الصحافة ووسائل الإعلام بأحد الفنادق شمال القاهرة. وشارك في الاجتماع إلى جانب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني كل من وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني، وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية، وزير الشؤون الافريقية والمغاربية بالجزائر عبدالقادر مساهل، مندوب سلطنة عمان لدى الجامعة العربية السفير خليفة بن علي الحارثي، مندوب السودان السفير كمال حسن علي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكبار مساعديه.