دعا عدد من الشباب السعودي الذي يعمل في القطاع الخاص، برواتب دون سقف ال 1500ريال، إلى ضرورة أن تكون الأولوية لهم في أي تصحيح للرواتب، مشيرين إلى أنه لا معنى لأية شهادة تحصلوا عليها، وعمال النظافة قفزت رواتبهم إلى أكثر من هذا المبلغ. وتساءلوا عن أسباب عدم اكتراث القطاع الخاص بالقرارات الحكومية المتعلقة بالرواتب وتحسين بيئة العمل وتقليص ساعات الدوام. تقول سميرة عبد الله خريجة لغة عربية، إنها تخرجت قبل عدة سنوات، ولم تحصل على وظيفة مناسبة عبر وزارة التربية رغم التقديم أكثر من مرة، مضيفة أنها حصلت بالواسطة على وظيفة في مدرسة أهلية براتب 1450ريالا فقط، يتم استقطاع جزء منها للمواصلات يوميا. وأوضحت أنها لم تعد تقتنع بتصريحات المسؤولين عن تحسين أوضاع السعوديين في القطاع الخاص، متسائلة عن أسباب عدم الالتزام بالقرار الخاص برفع رواتب السعوديين بالمدارس الخاصة الى 5600 ريال، حتى يستطيعوا مواجهة تكاليف المعيشة. وقالت إن عاملة النظافة أصبحت تحصل على أكثر من هذا المبلغ الهزيل، مستنكرة استمرار استغلال الخريجين السعوديين بهذه الصورة في القطاع الخاص، في حين يحصل معلمون وافدون على رواتب تصل الى 6 آلاف ريال. ولم تخف استياءها من مخرجات التعليم، مشيرة إلى محدودية أعداد السعوديين الذين يعملون بمدارس أهلية والذين لا يتجاوزون 6 آلاف معلم ومعلمة فقط. وقال محمد العلى خريج كلية تقنية، إنه وجد صعوبة في الالتحاق بوظيفة تناسب تخصصه الفنى، ولم يجد خيارا أمامه سوى الالتحاق بوظيفة إدارية في القطاع الخاص براتب 1600 ريال لا تكفى مصاريفه اليومية، وقال إنه فضل العمل حتى يجد فرصة أفضل، داعيا وزارة العمل إلى أهمية انتشال السعوديين الذين يعملون بهذه الرواتب ووضع حد أدنى يلزم القطاع الخاص ب 3 آلاف ريال كراتب شهري. وأعرب عن أسفه الشديد لضعف موقف وزارة العمل وصعوبة إلزامها القطاع الخاص بأي شيء، معيدا للذاكرة قرارا كان قد تم اتخاذه قبل سنوات برفع الرواتب في مدارس القطاع الخاص إلى 3500 ريال، ولكن لم ينفذ أيضا. الاستقالة والبحث عن الإعانة وقالت إيمان عبد الله، إنها بدأت العمل في مدرسة خاصة قبل عدة سنوات براتب 1200ريال، وأنها تتطلع مثل غيرها لتحسين أوضاع العاملين برواتب لا تصل الى 1500ريال بالقطاع الخاص، الذى يستغل حاجة الباحثين عن عمل لأقصى درجة. وأشارت إلى أن الكثيرات من العاملات بالقطاع الخاص فكرن في ترك العمل والانضمام لقائمة الباحثات عن إعانة البطالة، معربة عن اتفاقها مع الآراء السابقة في ضرورة إلزام القطاع الخاص بحد أدنى للرواتب قدره 3 آلاف ريال. وقال أحمد الغامدي«إن عامل النظاقة بات يتحصل حاليا على أكثر من 1500ريال من خلال أكثر من عمل يؤديه يوميا، بالإضافة إلى عمله الأساسي، مثل تنظيف السيارات وبيع كروت الاتصالات والعمل في بقالة أو مطعم في الفترة المسائية. ورأى أن 4 آلاف ريال لم تعد تمثل حد أدنى مناسبا لرواتب السعوديين أمام جشع الملاك ورفعهم الإيجارات باستمرار بدون أي مبرر. من جهة أخرى، أكد مصدر في وزارة العمل إن خطط الوزارة تهدف إلى رفع كفاءة الشباب السعودي وإعادة تأهيلهم وفق أحدث المستجدات في سوق العمل، ليكونوا قادرين على الوفاء بمتطلبات أصحاب الأعمال، مشيرا إلى أن برنامج «حافز» يقوم بدور مزدوج يشمل صرف إعانة البطالة للمستحقين، وتأهيل المقبولين فيه للحصول على وظيفة تناسب مؤهلاتهم. وأهاب المصدر برجال الأعمال والمستثمرين ضرورة التعاطي مع البرنامج من أجل توفير التدريب المناسب ومن ثم التوظيف للشباب.