ليست قصة خيالية بل حقيقة مؤلمة، نرسلين طفلة الأربعة أعوام كانت محتجزة مع المعلمات وطالبات المتوسطة في الدور الثالث وجميعهن قفزن إلى الأرض خوفا من النيران والدخان المتصاعد، ولكن براءتها دفعتها للاختباء بين المكاتب خوفا من النيران، ليجدها رجال الإنقاذ من الدفاع المدني بين الركام بعد أن قفزت كل المحتجزات ولم يبق سوى معلمة وطالبة. عاشت «نرسلين البلوي» أصعب موقف قد تواجهه في حياتها، ماخلف لديها صدمة نفسية وعصبية، فقالت ل «عكاظ»، إن أمها معلمة في نفس المدرسة وبعد انتهاء حصصها المقررة، خرجت من فصلها إلى غرفة المعلمات في الدور الثالث لتجد والدتها في انتظارها، ولكن سرعان ما تبدلت الأجواء وارتفعت الأصوات واحتجزت الطالبات بسبب الحريق في نفس غرفة المعلمات. تتذكر نرسلين الحادثة وهي تجهش بالبكاء، والبراءة ترتسم على وجهها الذي حمته العناية الإلهية في ذلك الحريق المخيف الذي راح ضحيته معلمتان وأصيبت 46 معلمة أخرى بجروح وكسور، قائلة كانت المحتجزات يصرخن ويستنجدن بما وراء النافذة، ولصغر سنها وضعف جسمها وصغر حجم مساحة النوافذ، لم تستطع الوصول إلى النافذة فيما كانت والدتها تمسك بها وتحول تهدئتها، إلا أن الخوف كان سيد الموقف، وبعد لحظات قررت الاختباء بين المكاتب وسمعت صوت أمها تصرخ وتبحث عنها، ولكنها لم تجب من هول الموقف، وعندما لم تجدها والدتها المعلمة، قفزت لتتركها وراءها، وظنت أنها قفزت مع القافزات في حين أنها كانت تختبئ حتى حضر رجال الإنقاذ بالسلالم الكهربائية ليجدوها بعد إنقاذ معلمة وطالبة بين المكاتب.