القصة تبدأ من حيث تقبض الكف على طفاية الحريق حين تتقدم أولى خطوات الرغوة لكتم أنفاس اللهب ولجم نهم النار المتلظية، لكن المعضلة حين يكون صمام الأمان غير ملم بآلية توفير السلامة بينما تتيه اللائمة بين الأفراد والشخوص. معلمة التربية الإسلامية في مدرسة براعم الوطن المنكوبة إيمان البلوي والتي ترقد في مستشفى وابنتها في آخر إذ فرقت النار بينهما تروي قصة العراك مع النار، بينما تحاول طفلتها «نرسلين» الخروج من دهاليز الفاجعة عبر كراستها الصغيرة وألوانها التي تختلف عن الربيع بأن الرائحة المنبعثة هناك معقمات حريق، ولا صوت للربيع المر سوى صراخ الطفلات في غرف الغيار كلما داهمت قطعة قطن مغموسة في محلول ليزيد الوجع. «نرسلين» أول الحكاية، تتخيل أنها ابتلعت النار، تحاول أن تخمد حرقة المصاب برشفة ماء ووردة تحملها إلى أمها لتقدمها لها عربون شكر وتجديدا لميثاق الحياة. وبقية فصول الحكاية «إيمان» تلك المعلمة المعلقة بالإيمان والتي أنقذت طفلتها وطالباتها من اللهب وحين أنجزت الأمانة اختل التوازن فالتقطتها جاذبية الأرض لتهوي بعيداً عن جاذبية اللهب. كانت ترى النجاة على طرف قطعة «زل» هي الحياة بكل تفاصيلها تلتقط من بين الدخان المتسلل والنار المتعلقة بالهشيم كل طفلة لترمي بها على قطعة «الزل» طوق النجاة، لكنها خرت من الأعلى لتفيق في غرفة طبية على رائحة ضماد الكسور ومراهم الحروق لتعترف حينها فقدت « توازني» وبدأت «نرسلين تختنق» وعند محاولتي لإلقائها عبر النافذة لم أستطع حملها بسبب فقد التوازن وعندما قفزت أصيبت بكسر في القدم والاختناق لكثافة الدخان الذي استنشقته وعند سؤالي عن نرسلين في سيارة الإسعاف أخبروني أنها بخير. لم تخف إيمان آمالها أن تعمل كافة المدارس على تفعيل سلالم الطوائ في المباني المدرسية؛ لأنها تساهم في الإخلاء وأن تزيد مساحات منافذ التهوية «نحن في المدرسة مدربات على الإخلاء والتجارب الفرضية ولكن حقيقة أجهل استخدام طفايات الحريق».