أبلغ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الهيئة السعودية للهلال الأحمر السعودي، أن مشروع الإسعاف الطائر سيطبق في المدينةالمنورة بعد موسم حج هذا العام بعد أن أثبت المشروع فاعليته خلال مرحلة التطبيق الماضية. كما كشف الأمير فيصل عن جهاز تطوير جديد في نظام الاتصالات في الهلال الأحمر سيكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن مشروع توليد النساء في المنازل الذي أطلقه الهلال الأحمر منذ عامين توقف بسبب الموارد المالية، متمنيا أن يجد المشروع النور بعد موافقة وزارة المالية على كافة المخصصات لتنفيذه. وقال رئيس هيئة الهلال الأحمر: «الحقيقة مشروع التوليد للنساء عملنا عليه وبدأنا المشوار، بحيث نحاول أن نقلد بعض الدول المتقدمة في هذا المجال كهولندا، ولكن اصطدمنا ببعض العوائق لعل من أبرزها التمويل المالي وللأسف فيه أخذ ورد من وزارة المالية لكن إن شاء الله إلى حل». وحول أحدث التقنيات التي من المتوقع أن تدخل الخدمة قريبا قال الأمير فيصل: «الحقيقة أننا نعمل على التطوير بقدر المستطاع ولا نود أن نحرق المفاجآت وهي عديدة، حيث لدينا جهاز تطوير في الاتصالات بنظام لم يسبق العمل به في الشرق الأوسط نظام «أبكو»، حيث يتيح للمتصل سهولة الاتصال وسيغطي المملكة كاملة، ونحن مستعدون لتزويد القطاعات الأخرى بنفس الجهاز لأن به 599 قناة ونحن نستغل قناة واحدة مما يتيح للأجهزة الأخرى الاستفادة منه، أيضا سيكون لدينا خرائط جديدة في الجهاز اللاسلكي بحيث ترتبط بالعمليات وفي حين توجيه العمليات للسائق بها يتجه مباشرة إلى الموقع، ولدينا تطوير كبير سيعلن عنه لاحقا». وأضاف رئيس الهيئة السعودية للهلال الأحمر السعودي حول أبرز ملامح الخطة التطويرية في موسم حج هذا العام بقوله، «حرصت الهيئة هذا العام على أن يتم الاستعانة بطائرات الإسعاف الجوي السعودي خلال موسم الحج، بالتنسيق مع الجهات المختصة ذات العلاقة من خلال تحديد مواقع المهابط لتلك الطائرات بما يضمن إن شاء الله تقديم أفضل الخدمات الطبية الإسعافية لضيوف الرحمن بالسرعة والكفاءة المطلوبة، مع جاهزية (393) مركز إسعاف في جميع مناطق المملكة تخدم حجاج بيت الله الحرام، وقد بلغ عدد المسعفين الذين يشاركون في خدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام أكثر من (1319) مسعفا و(385) سائقا رسميا، و(113) سائقا مؤقتا و(359) سيارة إسعاف، بالإضافة إلى (126) طبيبا. وعلى صعيد المراكز المؤقتة، فقد جهزت الهيئة هذا الموسم أكثر من (111) مركزا موسميا على الطرق السريعة في جميع مناطق المملكة التي يمر بها حجاج بيت الله الحرام، وبلغ عدد المراكز في منطقة مكةالمكرمة (87) مركزا، وفي منطقة المدينةالمنورة (9) مراكز، إضافة إلى المراكز المنتشرة في جميع مناطق المملكة، والتي تأتي تكاملا مع مراكز الإسعاف الدائمة، وبلغ عدد العاملين في المراكز الموسمية أكثر من (97) مسعفا و(10) سائقين رسميين، إلى جانب (29) سائقا مؤقتا خلال موسم الحج، كما أن عدد سيارات الإسعاف في المراكز المؤقتة بلغ (37) سيارة. وفيما يخص غرف العمليات وتطويرها كمنظومة مهمة في الهلال الأحمر قال الأمير فيصل بن عبدالله: «عملنا خلال المرحلة الماضية على تحديث غرف العمليات في كافة المناطق، حيث حدثنا البرامج وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على برنامج شامل لتطوير المنشآت من تأثيث وصيانة، نحن لا نقول إن بها عيوبا ونقصا ولكن نطمح صوب الأفضل والكمال بها، ولعل ما هو موجود حاليا في العمليات المركزية في الرياض نبراس لما نريده». وفي رد الأمير فيصل عن مشاركة العنصر النسائي في الخدمات الإسعافية الميدانية قال: «نحن لا نحتاج في المرحلة الحالية للمسعفات ولكن وقت الحاجة لا نمانع مطلقا وفق ضوابط الدين والشرع الحنيف وبما يتوافق مع العادات والتقاليد والحقيقة نحن ندرس حاليا توظيف طبيبات في غرف العمليات في مركز مستقل بهن، بحيث يمكنهن تقديم المساعدة فيما يخص الراغبات في المساعدة في بعض الأمور الخاصة بالنساء من طالبات النجدة بحيث كما يعلم الجميع أن هناك خصوصيات للنساء، لذا نحن ندرس ذلك». وعن مدى إمكانية وجود هيئة مستقلة للمتطوعين تشرف عليها هيئة الهلال الأحمر السعودي قال الأمير فيصل: «المتطوعون جزء منا ونحن نجلهم لأنهم أتوا للخدمة طلبا لوجه الله ثم انتماء للوطن، ونقول لهم شكرا لكم من الأعماق وبيض الله وجيهكم فبعضهم ترك عمله وأهله وجاء للخدمة دون مقابل ولم يصرف لهم تذاكر أو إعاشة وبالرغم من ذلك حرصوا على التواجد، لهذا أنشأنا منذ عام ونصف العام إدارة التطوع ولكن نأمل أن تفعل بشكل أكبر في كافة مناطق المملكة، كما ندرس إيجاد كلية متخصصة للتأهيل والتدريب لمنسوبي الهيئة ونتمنى ذلك قريبا». وفيما يخص أولويات الهيئة في المرحلة المقبلة قال: «نسعى أولا لتخفيف زمن الاستجابة، وهذا عنصر حيوي واستراتيجي لنا، كما أنه لا بد أن نزيد عدد الطائرات حتى نغطي كافة مناطق المملكة». وعن الافتراش في الحج وإعاقته للإسعافات وعرقلته لحركة تنقل المسعفين قال: «الافتراش ظاهرة لا نستطيع أمامه عمل شيء ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية خفت هذه الظاهرة بمعدل 60 في المائة أمام ما يخص الحواجز الأمنية، فنحن لا نواجه أية مضايقات منهم أو مشاكل ونعمل منذ عامين دون أي معوقات ولكن وقت الذروة نجد أن الضغوطات النفسية ربما هي ما يصعب الموقف وكما تعلم نحن بشر معرضون للتوتر وربما هناك فروقات فردية في تحملها». وزاد رئيس الهيئة السعودية للهلال الأحمر السعودي في حديثه عن التواجد في الإسعاف البحري بقوله: «الإسعاف البحري هو من اختصاص خفر السواحل ولا تزال لدينا رغبة المشاركة في الشواطئ المكتظة وخصوصا مثل جدة والمنطقة الشرقية وفرسان، والحقيقة في فرسان جلبنا يختا ضخما من تبرع، ولكنه مع الأسف غرق ولم يكن على المستوى المطلوب والحقيقة نحن لا بد أن نجري التجارب على أي عمل قبل الاستخدام ولكن بإذن الله سنعمل خلال العام المقبل على توفير ما لا يقل عن عشرة قوارب توزع على الشواطئ». وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز وقف البارحة الأولى على استعدادات الهيئة وذلك في مقر الإسعاف الجوي في مشعر عرفات، ووقف على تجهيزات الفرق التطوعية وفرق الاستجابة المتقدمة والسيارات الحديثة والدراجات النارية الحديثة المستخدمة في المناطق المزدحمة في هذه الفرق، إضافة لسيارات الإسعاف الحديثة التي تعمل لأول مرة خلال حج هذا العام. كما اطلع على تجهيزات سيارات التموين الطبي والسيارات المخصصة لدعم الاتصالات والنقل وسيارات القولف التي تستخدم في ساحات الحرم لإسعاف الحالات البسيطة ونقلها إلى سيارات الإسعاف ومن ثم إلى مراكز العلاج وكذلك حافلة القيادة الميدانية. وشاهد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي آلية متابعة تحركات الإسعاف الجوي السعودي وذلك عبر الشاشة الإلكترونية، واستمع لشرح مفصل عن سير وطبيعة حركات الإسعاف الجوي، إضافة لتجربة المنطاد، وكذلك استخدام الكاميرات الحديثة في التنقل للأحداث ذات المواقع المزدحمة. بعد ذلك، التقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز المتطوعين في مقر الإدارة العامة للهيئة في العزيزية، واطلع على البرنامج الإحصائي الخاص بالتطوع وتقديم الخدمات الإسعافية الأولية. وأطلق الأمير فيصل بن عبدالله غرفة العمليات الجديدة، واستمع لشرح مفصل عن الغرفة وما تحتويه من تجهيزات حديثة تكفل بإذن الله تحقيق سرعة الاستجابة والمتابعة الدائمة للفرق الإسعافية عبر مستقبلي ومرحلي غرفة العمليات.