تخلص اليمن أمس من عقل الإرهاب أنور العولقي، في الوقت الذي أثقلت فيه الهموم السياسية كاهل البلاد، إذ أكدت مصادر يمنية مقتل الإرهابي الأمريكي- اليمني أنور العولقي المرتبط بتنظيم القاعدة والملاحق من قبل الولاياتالمتحدة لكن بدون توضيح ظروف مقتله. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية كما نقل عنه التلفزيون الرسمي إن «القيادي الإرهابي في القاعدة أنور العولقي قتل مع عناصر من هذا التنظيم كانوا موجودين معه». ولم توضح الوزارة ظروف مقتل العولقي لكن مصادر قبلية أفادت أنه قتل في غارة جوية مستهدفة سيارتين كانتا تنتقلان بين مأرب (شرق صنعاء) والجوف. وقال مصدر قبلي إن «الهجوم نفذته طائرات أمريكية»، مضيفا أن طائرات لم تعرف هويتها كانت تحلق فوق المنطقة منذ أيام. وأشار مصدر قبلي آخر إلى معلومات مفادها أن العولقي قد يكون غادر في الآونة الأخيرة محافظة شبوة جنوب شرق اليمن متوجها إلى محافظة مأرب في شرق العاصمة. من جهة أخرى، أكد مسؤول أمريكي نبأ مقتل العولقي. وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية «يمكنني أن أؤكد مقتله»، ولكن بدون إعطاء تفاصيل إضافية. والعولقي كان على لائحة واشنطن للأشخاص الذين تريد تصفيتهم. واستهدف بحسب السلطات اليمنية بغارة للطيران اليمني في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2009 في محافظة شبوة أوقعت 34 قتيلا. لكنه لم يكن متواجدا آنذاك في المكان كما أفادت أجهزة الأمن. وعلى صعيد الاحتجاجات, طالب خطيب جمعة الحوار في شارع السبعين الاحتكام لصناديق الاقتراع، وضرورة تنفيذ توصيات المؤتمر الذي عقده العلماء في صنعاء. وقال أمام المئات من المؤيدين للرئيس اليمني على العلماء «أن يؤدوا دورهم في النصح والعمل على إنهاء الفوضى التي تعيشها البلاد». فيما طالب خطيب جمعة الستين الرئيس اليمني بسرعة التنحي وعدم المماطلة والرضوخ للمطالب الشعبية. وفي سياق متصل أفاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لن يتخلى عن السلطة ما دام خصومه لا يزالون يحتفظون بمواقع رفيعة المستوى. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن صالح في مقابلة صحافية نشرت أمس أن المبادرة الخليجية توضح أنه يجب إزالة «كل العناصر» التي تسبب التوتر في اليمن، ما يعني أنه لا يمكن السماح للواء علي محسن الأحمر الذي انقلب عليه وقبيلة الأحمر من الترشح إلى الانتخابات المقبلة وعدم حصولهم علي أي منصب سياسي قيادي أو عسكري في حال تنحيه. وقال صالح «إن نقلنا السلطة ولا يزالون هناك، فإن ذلك يعني أننا استسلمنا لانقلاب»، وأضاف «إن نقلنا السلطة، ولا يزالون في مواقعهم ولا يزالون صناع قرار، سيكون ذلك خطيرا جدا، وسيقود إلى حرب أهلية». وألمح الرئيس اليمني في المقابلة إلى دور محسن الأحمر وقبيلة الأحمر والمعارضة اليمنية في محاولة اغتياله في يونيو الماضي، غير أنه قال إن الحكومة تنتظر نتيجة التحقيق الأمريكي في الهجوم. وشدد على أن محسن وآل الأحمر سيحاكمون في حال ثبت تورطهم. وأعرب عن التزامه بالمبادرة الخليجية ونفى أن يكون يتباطأ في التوقيع عليها ليبقى في الحكم. من جهة أخرى، قال الدكتور ناصر العولقي والد رجل الدين المتشدد أنور العولقي، إنه تلقى أخبارا متواترة منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، تفيد بمقتل ابنه مع أربعة من مرافقيه من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن خلال غارة جوية على محافظة الجوف اليمنية. ولم يؤكد العولقي الأب عن ما إذا كان الأمريكيون هم الذين نفذوا العملية أم الجيش اليمني، لكنه قال إنه سيتجه إلى الجوف لاستلام جثة ابنه ودفنها بمعرفته.