أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أمس، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة باليمن أنور العولقي الأمريكي الجنسية اليمني الأصل. وقالت الوزارة في بيان أرسل عبر رسائل نصية إلى الصحفيين دون أن يذكر تفاصيل «قتل الإرهابي أنور العولقي ومعه بعض رفاقه». وصرح مسؤول أمني يمني بأن العولقي استهدف في غارة جوية بمحافظة الجوف الشمالية وأن من قتلوا معه يشتبه بأنهم أعضاء في القاعدة. ولم توضح الوزارة ظروف مقتل العولقي، لكن مصادر قبلية كشفت أنه قتل في غارة جوية نفذت في وقت مبكر أمس، مستهدفة سيارتين كانتا تنتقلان بين مأرب والجوف. وكان العولقي نجا من غارة أمريكية في اليمن بطائرة دون طيار، مطلع مايو الماضي. وأكد مسؤول أمريكي كبير نبأ مقتل العولقي. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: «يمكنني أن أؤكد مقتله» وذلك ردا على سؤال، ولكن دون إعطاء تفاصيل إضافية. جاء ذلك بينما احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين المعارضين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء و17 ميدانا في مختلف محافظات البلاد فيما سمي بجمعة «النصر لشامنا ويمننا» بعد يوم من إعلان صالح عدم اعتزامه التنحي. وسار المتظاهرون في شارع رئيسي بصنعاء هاتفين «النصر لليمن ولسورية» في دعم للنشطاء المطالبين بالديموقراطية في سورية والساعين لرحيل الرئيس بشار الأسد أيضا. ويطالب المحتجون في سورية واليمن منذ شهور برحيل بشار وصالح. غير أن حكومتي البلدين ردتا بحملة قمع عنيفة على المعارضة. وفي سورية، قتل نحو ثلاثة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات، منتصف مارس الماضي. وندد المتظاهرون بالفتوى التي أصدرها مجموعة من رجال الدين الموالين للنظام وتعتبر معارضي صالح بغاة وتحرم التظاهرات في الشوارع والخروج على ولي الأمر. وفي المقابل خرج أنصار صالح بالآلاف للإعراب عن دعمهم للرئيس، وتجمع أنصار الحزب الحاكم في مسجد الصالح بميدان السعين في صنعاء في جمعة سموها «الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع». وتأتي الاحتجاجات بعد يوم من إبلاغ صالح مجلة «تايم» وصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكيتين عدم نيته التنحي إذا سمح لخصومه بخوض الانتخابات التي تجري مستقبلا. وكان صالح يشير تحديدا إلى اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق في وقت سابق هذا العام داعما المحتجين ضد نظامه، والزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر. وأوضح صالح في أول مقابلة صحفية له منذ عودته قبل أسبوع من العاصمة السعودية الرياض، حيث عولج من إصابات لحقته خلال هجوم على المسجد الرئاسي بصنعاء، يونيو الماضي «إذا نقلنا السلطة وكانوا هم في الساحة، فإن هذا يعني أننا رضخنا للانقلاب. وسيكون ذلك خطيرا للغاية، وسيؤدي إلى حرب أهلية». ونفى صالح مسؤولية الحزب الحاكم عن تأخير توقيع اتفاق نقل السلطة متهما المعارضة بذلك، وأكد أيضا أنه لن يترشح في الانتخابات المبكرة التي ستجرى بموجب الاتفاق. وترددت أنباء عن قيام دبلوماسيين في صنعاء بإجراء مشاورات حول خطة لإنهاء الأزمة تتضمن ابتعاد اللواء محسن وأسرة صالح وأعيان قبيلة الأحمر عن الحكم. ميدانيا استمرت الاشتباكات الخفيفة والمتقطعة بين قوات حكومية مسنودة بمسلحين قبليين موالين للنظام وأنصار نائب رئيس البرلمان حمير الأحمر في حي صوفان شمالي صنعاء، كما سمع دوي انفجارات خفيفة في حي شملان غربي العاصمة .