اتفقت القوى السياسية بمصر على أن تكون مشاركتها بمليونية الجمعة 29 يوليو/تموز، مكرةو لوحدة صف المصريين، وللمطالبة بتحقيق أهداف الثورة، وذلك بعد مخاوف وتحذيرات من وقوع صدامات، أثر إعلان جماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الإسلامية الأخرى عن مشاركتها احتجاجا علي وضع "وثيقة حاكمة للدستور." كما أنها تأتي أيضا بعد أحداث ما يعرف ب"موقعة العباسية،" والتي اشتبك بها مؤيدون ومعارضون للمجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد، بعد تخوين بعض الحركات الوطنية. ويأتي ذلك فيما دعا ائتلاف من القوى الإسلامية، المصريين للمشاركة بمظاهرة الجمعة، و رفض الوصاية على إرادة الأمة بكتابة وثيقة حاكمة للدستور، والتي ستوضع فيها مواد "فوق دستورية" لا تخضع للاستفتاء الشعبي، وتكون ملزمة "للهيئة التأسيسية" لكتابة الدستور المرتقب. وصرح النائب السابق بمجلس الشعب، عن جماعة الإخوان المسلمين، صابر أبو الفتوح، أن الجماعة ستشارك بمليونية "جمعة الصف،" لرفع أهداف تتفق عليها كافة القوى السياسية، إضافة إلى إعلان موقفها الرافض لتأسيس المجلس العسكري للجنة لوضع مبادئ حاكمة للدستور، مطالبا الأخير باحترام إرادة الشعب الذي حدد موقفه بالاستفتاءات الدستورية بمارس/آذار الماضي، وإجراء الانتخابات في موعدها بسبتمبر/أيلول المقبل. ونفي أبو الفتوح، في تصريحات لCNN بالعربية، أن يكون الهدف من مشاركة الإخوان بمليونية الجمعة القادمة إظهار التقاء المصالح مع المجلس العسكري، ومعتصمي روكسي من جهة، وتعارضها مع حركة "6 أبريل" وبعض القوى الثورية من جهة أخرى." وشدد أبو الفتوح على أن الأخوان لا تربطهم أي مصالح مع المجلس العسكري، فهم يشكلون أكبر فصيل سياسي وإسلامي، وأضاف: "لم ولن ننفرد بالقرار، كما تدعي بعض من القوى السياسية الليبرالية والعلمانية التي تتهم الجماعة بالانقضاض على الثورة." وقال أبو الفتوح إنه لا يوجد ما يتطلب وضع مبادئ حاكمة للدستور، إذ أنها تعد التفافا على إرادة الشعب التي عبّر عنها في الاستفتاء على التعديلات بمارس/آذار الماضي، مشيرا إلى أن وضع مواد فوق دستورية لا يضمن مدنية الدولة، باعتبار أن الأخيرة مضمونة بحكم الدستور والإرادة الشعبية التي لها حق الموافقة على الدستور أو رفضه. من جانبه أوضح عمرو صلاح، عضو ائتلاف شباب ثورة "25 يناير،" أن الائتلاف دعا جميع القوى السياسية للمشاركة بمسيرة الجمعة لوحدة صف المصريين، لتوصيل رسالة هامة للقائمين على السلطة بالبلاد، وهي أنه "لن ينجح أحد في الالتفاف على إرادة الشعب." وأضاف الناشط السياسي، أن القوى الوطنية "متوافقة ولا يوجد بينها صدامات أو تشرذم،" وأنها "مستمرة في خطواتها لتنفيذ أهداف الثورة وتوحيد الشعب." وأشار صلاح إلى أن أهداف المليونية القادمة، "تتمثل في مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإسراع في محاكمة عادلة وسريعة لرموز النظام السابق وقتلة الثوار ووضع حد أدنى للأجور." و منذ بدء الانتفاضة الشعبية لثورة يناير/كانون الثاني، والتي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، فإن يوم الجمعة من كل أسبوع يشهد تقسيم وتصنيف المصريين بالميادين، حيث ينظم الثوار بميادين التحرير بالقاهرة، والقائد إبراهيم بالإسكندرية، وحي الأربعين بالسويس، تظاهرات مليونية مؤيدة للثورة ومطالبة بتنفيذ أهدافها. بينما يشهد ميدان مصطفى محمود وماسبيرو بكورنيش النيل، مظاهرات مؤيدة للرئيس السابق، أما ميدان روكسي بمصر الجديدة والمنصة بمدينة نصر فتشهد تظاهرات مؤيدة للمجلس العسكري، في حين يلقب بعض مستخدمي "الشبكات الاجتماعية"، الأغلبية الصامتة بحزب "الكنبة" الذي يكتفي بالمشاهدة التليفزيونية من المنازل فقط.