كشف الدكتور رشيد العيد المدير التنفيذي في هيئة الهلال الأحمر السعودي، أن المملكة في حاجة ماسة إلى فنيي طب طوارئ مؤهلين وقادرين على العمل الميداني، وأشار إلى أن هيئة الهلال الأحمر السعودي تعاني من قلة أعداد فنيي طب الطوارئ السعوديين والذين هم في الأساس مركز الاعتماد للتشغيل الفعلي الميداني للعمل الإسعافي. وقال إن القرار الذي أصدرته الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بإيقاف الدراسة في دبلوم طب الطوارئ وتحويله إلى درجة بكالوريوس لم يكن صائبا وقد عالج المشكلة بمشكلة أكبر، فالمسؤولون بهيئة الهلال الأحمر السعودي سبق وأن عقدوا عدة اجتماعات مع هيئة التخصصات الصحية لرفع مستوى الجودة في هذا التخصص وأبدوا استعداد الهلال الأحمر لمساعدة هيئة التخصصات في تطبيق الجودة على مخرجات طب الطوارئ ولكن جاء القرار على عكس ما تم في الاجتماعات، و جاء إيقاف الدراسة في دبلوم طب الطوارئ ليدل على عدم قيام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بدراسة متطلبات سوق العمل واحتياجات الجهات وخاصة هيئة الهلال الأحمر وكذلك ضعف هيئة التخصصات الصحية في الإشراف على برامج طب الطوارئ وتقييمها وعدم المعرفة بما هو معمول به في العالم، حيث إن غالبية دول العالم التي تعتبر مثالا في طب الطوارئ يقوم على الخدمات الطبية الطارئة فيها فنيون من حملة الدبلوم ومثال على ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحتى الذين يدرسون درجة البكالوريوس في دولة مثل كندا يشترط عليهم الحصول على شهادة دبلوم أثناء الدراسة لأن نظام التعليم في طب الطوارئ يعتبرها أساس للعمل وللدراسة. وتابع أن قرار التحويل بمثابة هروب من المشكلة وتعميق للمعوقات فما سيتغير هو زيادة عدد السنوات فقط، وقال «لقد طالبنا سابقا بالجودة في المخرجات وناقشنا التخصصات الصحية في بعض مخرجات المعاهد للقرار فالهلال الأحمر بدأ يستعين بأطباء للقيام بدور المسعفين لقلة إعدادهم، ووظفنا مؤخرا 150 طبيبا رغم أن في ذلك هدر لدور الطبيب، وهدر لسنوات دراسته، والذي ينبغي أن يتركز دوره على مهام إشرافية وتدريبية مع تواجد جزئي في الميدان الإسعافي على نطاقات الإسعاف الجوي والفرق المتقدمة». وتابع، إن آخر إعلان للتوظيف لم نستطع تغطية إلا خمسين بالمائة من الوظائف المعلنة للفنيين من حملة الدبلوم ونحن الآن بحاجة عاجلة لتغطية الحد الأدنى من احتياجاتنا البشرية من فنيي طب الطوارئ والتي تتجاوز ثلاثة آلاف وظيفة كحد أدنى ومع هذا القرار ستتفاقم هذه المشكلة وتؤثر سلبا على الجهات المستفيدة من فنيي طب الطوارئ وخاصة هيئة الهلال الأحمر السعودي. ويبقى السؤال ماذا لو كانت مخرجات الكليات التي ستنشأ رغم عدم الحاجة الماسة لها سيئة هل سنعود ونقفل أيضا كل الكليات وتحضرها في حملة الماجستير؟ أم نتورط في خريجين لا يمكن توظيفهم خصوصا وأن قلب المشكلة وهي جودة التدريب والرقابة عليها لم يشف بعد. ويرى الدكتور رشيد العيد أن حل المشكلة قبل أن تكون أزمة يعاني منها الوطن هو إعادة دراسة مخرجات المعاهد الصحية التي تدرس طب الطوارئ وتصنيفها، وإغلاق المعاهد المخالفة خلال فترة معينة مع الحفاظ على إبقاء المعاهد المتميزة التي قدمت خريجين متميزين وتدرس مناهج عالمية متوافقة مع المعايير التي تتفق عليها الجهات المعنية بالتخصص. موضحا أن ترقية طب الطوارئ إلى درجة البكالوريوس ليس نجاحا يحسب للمملكة بل هو خطأ في حق الوطن ومعالجة مشكلة سوء مخرجات بعض المعاهد بمشكلة إلغاء التخصص من المملكة نهائيا وهو ما نعده كمتخصصين كارثة في مجال الإسعاف ما قبل المستشفى.