قبل أكثر من 50 عاما نسي سائق باص معهد الأنجال في الرياض طفلا داخل الباص، فقامت الدنيا ولم تقعد في إدارة المدرسة وأصدر مديرها المربي الشهير عثمان الصالح في ذلك الوقت قرارا بطرد السائق ومعاقبة المشرفين بأقسى العقوبات، فالمسألة لم تكن تحتمل بالنسبة له أي تقصير يتعلق بسلامة الطلاب ! اليوم يتكرر التقصير في إحدى مدارس جدة الأهلية «العالمية»، لكن النتيجة هذه المرة كانت مأساوية بوفاة الطفل، والتحقيق الذي أمر به مدير عام التعليم في جدة الدكتور عبدالله الثقفي في الحادثة لن يعيد الطفل إلى أحضان والديه لكنه سيكشف الإهمال في تطبيق قواعد سلامة وإشراف صارمة لتنظيم حركة الطلاب، وبرأيي أن إهمال تطبيق مثل هذه القواعد يكاد يكون مشتركا في معظم المدارس الحكومية والأهلية، فالسائق يتحمل مسؤولية تفتيش الحافلة عند بداية ونهاية عمله، كما أن وجود مشرفين ومشرفات أثناء توصيل الطلاب والطالبات أمر ضروري ! البيئة المدرسية الآمنة من مسؤولية إدارة المدرسة والإدارة التعليمية الرسمية التي تشرف عليها، وعندما يبعث الأباء بلفذات أكبادهم بعيدا عن أحضان منازلهم الدافئة إلى المدارس فإنهم يأتمنون القائمين على التعليم على أعز ما يملكون، وينتظرون أن يستعيدوا أمانتهم كما هي نابضة بالحياة وآمال مستقبل واعد، لا ذكريات ماض أليم !