أصيب مجتمعنا في الآونة الأخيرة بانتكاسات كثيرة لم نعهدها من قبل، من هذه الإنتكاسات إنعدام الفزعة والشيم والحياء عند الكثير. يحلق العشرات حول حادث مروري لا لإسعاف المصابين أو لفك الإختناقات المرورية بل للتصوير ولنقل الخبر وحب الفضول. تضرب إمرأة أمام المارة فيتفرجون ويتابعون المنظر بكل برود وكأنهم مدعوون لحضور مسرحية. مثالاً فقط وإلا فالشواهد كثيرة. في أحد الأسواق يتعرض مواطن لإصابة خطيرة جرّاء إطلاق نار فيكتفي المتسوقون بالتصوير والتجمهر والتساؤل عن القضية وحيثياتها، همهم معرفة الجاني والمجني عليه، ولماذا ؟ وكيف ؟ رجل ينزف دمه ويوشك على لفظ أنفاسه والجميع في هرج ومرج فإذا بالنشمية إبنة النشامى تشمر عن ساعديها في موقف إنساني عظيم وكأنها تقول لمن حولها من الرجال أنا لها وأنا كما يقول أجدادي "خير الفهود أناثيها". أريج حسن آل سليمان القحطاني اسم سيبقى مضرب مثل لكل بنات المملكة، اسم يشرف أسرتها وقبيلتها ومجتمعها ووطنها، اسماً يجعل من مهنة الطب الشريفة أكثر شرفاً.